مفارقات.. البرتغال تفوز وتخرج وأميركا تخاسر وتصعد إلى دور الـ16!
ودع المنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم من الدور الأول بصحبة نظيره الغاني رغم فوزه على الأخير 2-1 اليوم الخميس على “استاديو ماني غارينشا” في برازيليا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة.
وسجل جون بوي (31 خطأ في مرمى فريقه) وكريستيانو رونالدو (80) هدفي البرتغال، واسامواه جيان (57) هدف غانا.
ودخل رونالدو ورفاقه إلى مباراتهم مع غانا وهم يدركون أن تأهل أي من المنتخبين ليس في أيديهما، لكن حاول كل منهما القيام بما هو مطلوب منه على أمل أن تصب نتيجة المباراة الثانية في مصلحتهما، أي فوز ألمانيا على الولايات المتحدة، لأن ذلك سيعزز فرص الفائز منهما بشكل أكبر بسبب فارق الأهداف.
وقد حققت ألمانيا المطلوب منها برتغاليا وغانيا وردت في أرضية الملعب على من تخوف بتكرار “مباراة العار” بين ألمانيا الغربية وجارتها النمسا عام 1982 والتي تسببت بإخراج الجزائر من الدور الأول، لكن رونالدو ورفاقه اكتفوا بفوز “هزيل” لم يكن كافيا لأنهم كانوا مطالبين بتعويض هزيمتهم القاسية في الجولة الأولى أمام “مانشافت” برباعية نظيفة وهذا ما لم يتحقق.
أما بالنسبة لغانا فالخيبة كانت أكبر لأنها كانت بحاجة للفوز 2-1 لكي تتأهل إلى الدور الثاني، لكنها سقطت للمرة الثانية وفشلت بالتالي في مواصلة حلم تكرار سيناريو 2010 حين كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح أول منتخب إفريقي يصل إلى نصف النهائي.
ويمكن القول إن غانا لم تكن محظوظة كثيرا في نهائيات البرازيل، إذ كان بإمكانها أن تخرج بنقطة من مباراتها والولايات المتحدة قبل أن تتلقى شباكها هدفا في الدقيقة 86 (1-2)، كما كانت متقدمة على ألمانيا بعد أداء قتالي رائع قبل أن يحرمها كلوزه من النقاط الثلاث (2-2).
وخاضت غانا اللقاء وهي مهتزة معنويا بعد أن قرر الاتحاد المحلي استبعاد لاعبي شالكه الألماني وميلان الإيطالي كيفن برانس بواتينغ وسولي علي مونتاري عن التشكيلة “لأسباب تأديبية”.
وأوضح الاتحاد في بيان رسمي أن المدرب كويسي ابياه قرر استبعاد بواتنغ ومونتاري نهائيا من صفوف المنتخب، وذلك بسبب اعتداء الأول على أحد أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد وأحد أعضاء الوفد الإداري كوزيس ارماه يوم الثلاثاء، فيما شتم بواتنغ مدربه ابياه خلال حصة تدريبية.
وقد اشرك ابياه في اللقاء المهاجم عبد المجيد واريس أساسيا كما حال لاعب الوسط ايمانويل بادو.
أما من جهة البرتغال، فعاد إلى التشكيلة بيبي بعدما غاب عن لقاء الولايات المتحدة بسبب الإيقاف، كما أجرى باولو بنتو ثلاثة تعديلات أخرى حيث أشرك ويليام كارفاليو أساسيا في خط الوسط على حساب اندريه الميدا واوكل إلى ميغيل فيلوزو مهمة لاعب الوسط المحوري خلف روبن اموريم الذي لعب بدلا من راوول ميريليش، فيما لعب ايدر أساسيا في خط المقدمة على حساب هيلد بوستيغا.
وبدأ المنتخب البرتغالي اللقاء بشكل جيد وكان قريبا من افتتاح التسجيل بعد 6 دقائق من محاولة رائعة لرونالدو الذي حاول استغلال تقدم الحارس فاتاو داودا بكرة خادعة لعبها من الجهة اليمنى، لكن محاولة أفضل لاعب في العالم ارتدت من العارضة.
وحصل رونالدو أيضا على فرصة مثالية للتسجيل من ركلة حرة لكن الحارس الغاني تألق وأنقذ فريقه (12)، ثم تدخل الحارس الغاني مجددا وببراعة للوقوف بوجه رأسية للنجم البرتغالي إثر تمريرة عرضية من جواو بيريرا (18).
وكاد أن يكون رد غانا قاسيا عبر قائدها اسامواه جيان الذي وصلته الكرة داخل المنطقة بين مدافعين فسددها قوية لكن الحارس بيتو تدخل وانقذ بلاده (20).
وعندما عجز البرتغاليون الوصول إلى شباك داودا قرر الحظ أن يقف إلى جانبهم بمساعدة جون بوي الذي حاول اعتراض كرة عرضية من ميغيل بيريرا بعد مجهود فردي رائع لجواو موتينيو فالتفت الكرة على ركبته وتحولت بطريق الخطأ إلى الزاوية اليسرى العليا للمرمى الغاني (31) الذي كاد أن يهتز بهدف ثان لكن حارسه تألق مجددا في وجه رونالدو (32).
وواصل رجال بنتو اندفاعهم سعيا خلف هدف جديد ينعشون به حظوظهم بالتأهل في حال خسارة الولايات المتحدة وحصل اموريم على فرصة من تسديدة قوية، لكن محاولة لاعب وسط بنفيكا هزت الشباك الجانبية (34)، ثم ردت غانا بفرصة لكريستيان اتسو الذي قام بمجهود مميز على الجهة اليسرى قبل أن يسدد كرة قوسية مرت قريبة من القائم الأيسر (40).
وفي بداية الشوط الثاني، كاد جيان أن يفاجئ البرتغال بهدف التعادل من كرة أطلقها من خارج المنطقة، لكن محاولة مهاجم العين الإماراتي مرت قريبة من القائم الأيمن (51).
وعوض جيان هذه الفرصة بعد ثوان معدودة بكرة رأسية إثر تمريرة عرضية رائعة من لاعب يوفنتوس الإيطالي كوادوو اسامواه (57)، رافعا رصيده إلى هدفين في نهائيات البرازيل.
وكادت غانا أن تخطف هدف التقدم لو احسن واريس استغلال الفرصة الذهبية التي سنحت له وهو وحيد في مواجهة المرمى بعد عرضية متقنة من جيان، لكنه أطاح بالكرة برأسه بجانب القائم الأيسر (60)، ثم اتبعها كوادوو اسامواه بأخرى من تسديدة بعيدة لم تجد طريقها بين الخشبات الثلاث لمرمى بيتو (68).
وجاء رد البرتغال مثمرا بهدية من الحارس داودا الذي أخفق في التعامل مع الكرة إثر عرضية من لويس ناني فسقطت الكرة أمام رونالدو الذي أطلقها قوية في الزاوية الأرضية اليسرى رغم وجود مدافعين والحارس في طريقه (80)، رافعا رصيده إلى ثلاثة اهداف في ثلاث مشاركات في النهائيات (2006 و2010 و2014).
وحصل رونالدو على فرصة ذهبية لتعزيز تقدم بلاده حين وصلته الكرة وهو في مواجهة المرمى لكنه اصطدم بتألق الحارس هذه المرة (83)، وقد اتبعها نجم ريال مدريد بفرصتين ذهبيتين في الوقت القاتل، الأولى من كرة رأسية علت العارضة بقليل، والثانية من انفرادية لكن عجز عن وضع الكرة بعيدا عن متناول الحارس (90).
وفي المباراة الثانية، هزمت ألمانيا منافستها الولايات المتحدة 1-صفر لكن كلاهما بلغ الدور الثاني من كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل 2014 في المباراة التي أقيمت بينهما اليوم الخميس في مدينة ريسيفي في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة.
وسجل توماس مولر هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 55.
ورفعت ألمانيا رصيدها إلى 7 نقاط في صدارة المجموعة، تليها الولايات المتحدة ولها 4 نقاط بفارق الأهداف عن البرتغال التي هزمت غانا 2-1 في المباراة الأخرى في هذه المجموعة، في حين خرجت غانا بنقطة واحدة.
وتلتقي ألمانيا في 30 يونيو الحالي مع ثاني المجموعة الثامنة في بورتواليغري، في حين تواجه الولايات المتحدة متصدرها في برازيليا في اليوم ذاته.
وأجرى مدرب ألمانيا يوكيم لوف تعديلين على التشكيلة الرسمية التي خاضت المباراة الثانية ضد غانا (2-2) باشراك باستيان شفايشتايغر ولوكاس بودولسكي بدلا من سامي خضيرة وماريو غوتسه، في حين بقي المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي يبحث عن هدف للانفراد بلقب أفضل هداف في تاريخ النهائيات (يتساوى حاليا مع البرازيلي رونالدو بـ15 هدفا) على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين.
وحذا مدرب الولايات المتحدة يورغن كلينسمان حذو نظيره الألماني باشراكه عمر غونزاليز وجرماين جونز بدلا من جف كايرون واليخاندرو بيدويا.
وقبل انطلاق المباراة بحوالي أربع ساعات، هطلت أمطار غزيرة جدا في مدينة ريسيفي مما جعل حركة السير تتوقف تماما قبل أن تتدخل الشرطة لمساعدة المنتخبين إلى الوصل إلى الملعب.
وفي الأيام التي سبقت انطلاق هذه المباراة، تخوف الرأي العام من إمكانية حصول اتفاق بين الولايات المتحدة وألمانيا كما حصل بين الأخيرة والنمسا في مونديال 1982 في ما عرف ب”المؤامرة” خصوصا أن التعادل كان يؤهلهما سويا بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى، لكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل.
بدأ المنتخب الألماني ضاغطا ونجح في استغلال مساحات كبيرة في قلب دفاع المنتخب الأميركي للصول إلى مرمى تيم هاورد، ومن تمريرة عرضية داخل المنطقة طار توماس مولر للكرة بطريقة استعراضية لكنها لم يصبها.
تدخل مدافع الولايات المتحدة عمر غونزاليز لاعب لوس انجليس غالاكسي مرتين لإبعاد الخطر عن مرماه في اللحظة الأخيرة.
وبدأ المنتخب الأميركي يدخل أجواء المباراة تدريجيا، وفي أول هجمة خطيرة له سدد غراهام سوزي كرة قوية مرت فوق العارضة (22).
وتبادل المنتخبان الهجمات فيما تبقى من الشوط الثاني من دون خطورة حقيقية على المرميين.
وأشرك لوف كلوزه مطلع الشوط الثاني بدلا من بودولسكي.
وفي أول فرصة لمنتخب ألمانيا في الشوط الثاني ارتقى بير ميرتيساكر لكرة برأسه لكنه الحارس هاورد تصدى لها فتهيات أمام مولر على مشارف المنطقة فأطلقها في الزاوية البعيدة لمرمى الولايات المتحدة (55).
ورفع مولر رصيده إلى أربعة أهداف في هذه البطولة بعد ثلاثيته في مرمى البرتغال (4-صفر)، ليتساوى في صدارة ترتيب الهدافين مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار. كما أنه رفع رصيده في النهائيات إلى تسعة أهداف في تسع مباريات.
وانتظرت الولايات المتحدة حتى الوقت بدل الضائع لتشكل خطورة من هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة أمام بيدويا فسدد الكرة لكن فيليب لام أنقذ الموقف في الححظة الأخيرة ليبعد الكرة إلى ركنية ومنها تطاول ديمبسي لكرة برأسه خارج الخشبات الثلاث.