أهلا رمضان
– مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده.
– التجديد أصبح من ضمن العادات الكويتية المتعلقة بقدوم شهر رمضان المبارك، فالبعض يقوم بتجديد الأثاث خاصة أثاث غرفة المعيشة والاستقبال، والبعض يهتم بتغيير أواني المطبخ من صحون وأطباق، وكذلك أطقم الشاي والقهوة، والبعض يهتم بالجديد الذي نزل في الأسواق من أدوات طبخ وتقديم، والبعض يهتم بالملابس كالدراريع والعبايات والاكسسوارات وغيره، أما الأكثرية فهي تلك التي تزحم المعارض كي تشتري منها ما هو متوفر وبكثرة في الجمعيات التعاونية والأسواق التجارية.بسرعة انتهت السنة، وبسرعة وجدنا رمضان واقفا على الأبواب، وبسرعة أخذت بعضي وطرت الى أرض المعارض، حالي حال جماعتي الكويتيين، ولابد من أرض المعارض حتى لو كان بيتك مكتظا ومزدحما بما فيه، وما عليك الا التبرع ببعض ما عندك، ما سيفسح مجالا للجديد، فتسوق عزيزي ولا يهمك.مواقف المعرض مكتظة بالسيارات كالعادة، بعضها تم ركنه بطريقة عشوائية، وبعضها وقف أمام بعضها سادا عليها الطريق، وبعضها وقف ينتظر على مضض خلو مكان ذي سعة. مواقف المعرض كما هي دائما، قمة في الفوضى، والموقف الوحيد المنظم والمخطط لا يسع الجميع، أما الأكثر ازعاجا فهو أرضية الموقف التي أكل عليها الدهر وشرب، فأصبح على الفرد ان يسير بهدوء كي لا يجد نفسه (منتجل) على حين غرة، ثم فاقدا التوازن، ثم متعثرا، ثم مستلقيا في الشارع مصابا بكسر في الساق، أو رضة في الفخذ، أو عفتة في القدم، أو شرخ في الركبة، وكلش كلش كدمات وسحجات في الذراعين والساقين، وكلُّ وبخته.درجات السلم المؤدي للقاعة (4) هو أيضا بنفس الحال من السوء، والشكوى لله، وما على الفرد الا ان يتوكّل على الله، ويسمّي بالرحمن، وهو يصعدها.تأتي بعد ذلك مرحلة التجوّل داخل المعرض، والشراء من المعروضات بعد المفاضلة بينها، وبالطبع لابد ان تحتار فجميع البائعين يعدك أو يحلف لك ان بضاعته جديدة أو أصلية، فكل واحد يبيع زيت زيتون يؤكد لك ان زيته أصلي، تم عصره على البارد أو بالطريقة القديمة، واذا اشتريت منه مرة، فستطلبه كل مرة، وكل بائع مكسرات سيحلف لك ان مكسراته جديدة، وعندما تجرب شيئا منها تفاجأ بما يكدر خاطرك من سوس استقر في بعضها كما حدث معي شخصيا، أما بائعو البهارات فقد دخلوا في هدنة متفق عليها، وحددوا سعرا موحدا يبيعون فيه، وهو أربعة دنانير لكيلو البهار سواء كان كركم أو لومي أسود أو دارسين الى باقي البهارات، فالسعر واحد للكل، وبهذه الطريقة يشيل الغالي الرخيص، وتتحقق الأرباح بدلا من ان تبقى البضاعة الغالية بلا رواج.خرجت من المعرض وخلفي البنغالي يحمل ما اشتريته، وكانت الساعة التاسعة والربع مساء، مع العلم أنه يغلق أبوابه الساعة العاشرة مساء، مع ذلك كان هناك طابور من السيارات يمتد حوالي الكيلو في انتظار الوصول لقاعات المعرض، ولا أظن أكثرهم تمكنوا من ذلك، فالتالي أكيد ما يلحق.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”