مقالات

شكراً سمو الرئيس!

صالح الغنام

لو كنت مالكا لصحيفة يومية, لأوقفت نشر جميع المقالات السياسية طيلة شهر رمضان المبارك, ولجعلت عدد صفحات الصحيفة لا يتجاوز 16 صفحة. كلها, أو معظمها يقتصر على التسالي والقصص القصيرة والطرائف والنوادر, وما شابه من مواضيع خفيفة تسلي الصائم وتسهم بتقصير نهاره. فبالنسبة لي, شهر رمضان, هو الشهر الذي تبور فيه المواضيع الصحافية الجادة, لكونه شهر التلفزيون بامتياز واقتدار, لذلك, تضيع المواد السياسية والجادة, بسبب انشغال غالبية القراء بمتابعة التلفزيون. والسبب الآخر, هو إصرار جملة من الصحف على بدعة الإصدار المبكر, وكان هذا الأمر سيبدو مفهوما, لو أن الصحف حولت ترخيصها موقتا للإصدار المسائي, أو أنها التزمت بوضع التاريخ الفعلي للإصدار المبكر, ولكن الغرابة, أنها تضع تاريخ يوم غد, على صحيفة صدرت اليوم!

بلا شك, فإن هذا سبب جديد أدى للخلط والارتباك لدى القارئ “المربوك” أصلا بالصيام, جراء تغيير موعد إصدار الصحف وتداخل أخبارها. طبعا سأكتفي بهذا, ولن أقول أن وضع تاريخ يوم غد على منتج يصدر اليوم, فيه شبهة تجاوز على قوانين وزارة التجارة – وحاشا أن أقول غش – فبالنهاية, الصحيفة عبارة عن سلعة توضع على رفوف المكتبات والجمعيات وتباع للمستهلك, شأنها شأن أي سلعة, ويجري عليها ما يجري على السلع الأخرى, وإن اختلفت في الشكل والمضمون… عموما, وبعيدا عن أسلوب “الزغالة” والتحريض, فقد قررت, أن أتجنب قدر ما استطعت المواضيع الجادة طيلة الشهر الكريم, على أن أكتفي بكتابة المواضيع الخفيفة والمتنوعة, بعيدا عن هم وغم السياسة وقرفها… مبارك عليكم الشهر.

***

القرار العظيم الذي اتخذه سمو الشيخ جابر المبارك ببيع القسائم الإسكانية في مشروعي الصباحية وأبوحليفة بسعر رمزي يبلغ 15 ألف دينار للقسيمة الواحدة, رغم إن سعرها السوقي يتجاوز 200 ألف دينار. هو قرار إصلاحي وثورة تصحيحية, وصفعة قوية على أصداغ المتلاعبين والمحتكرين لسوق العقار, ممن أوصلوا أسعار الأراضي السكنية الى ارقام فلكية. المفارقة, أن صديقا عرض علي قبل أيام, أرضا في البوسنة تبلغ مساحتها 5 آلاف متر, بقيمة 21 ألف دينار كويتي! ولما سألته بقصد التعجيز, عن رغبتي بامتلاك أرض, أستطيع من خلال نافذة غرفة النوم أن “أدلدل” رجلي في مياه النهر. قال بلا تردد: لدي أرض مساحتها ألف متر, أبيعك إياها بـ 8 آلاف دينار… تخيلوا, أرض في أوروبا, مساحتها ألف متر, تقع على النهر مباشرة, قيمتها 8 آلاف دينار, بينما في منطقة الصديق, أرض مساحتها 400 متر, تظللها أبراج الضغط العالي, وتطل على إزعاج الخط السريع, أقول, تطل على الخط السريع وليس على النهر, تباع بمبلغ 420 ألف دينار!

شكرا سمو الرئيس, ولا حرمنا الله تعالى من ثوراتك التصحيحية الإصلاحية.

salehpen@hotmail.com

“السياسة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.