شكراً .. يا صاحب السمو الأمير
حسن الهداد
ما بعد خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، ثرثرة ولا تحاليل ولا فلسفة زايدة ولا تصفية حسابات، ومن هذا المنطلق يجب أن يغلق باب الأقاويل والطعن والأحكام المسبقة، وعلى الجميع أن يعلن السمع والطاعة والشكر لسموه، حتى تسود حكمته المعهودة بشأن الأحداث والقضايا الحساسة الأخيرة المؤلمة التي باتت حديث الشارع الكويتي.
خطاب سموه.. كان يحاكي العقل والمنطق بمنظور وطني، يرتكز على أهمية الحرص على سلامة الاستقرار السياسي، وأهمية استقرار حالة الأمن والأمان في البلاد، بعيداً عن أي حسابات سياسية، غالباً ما تنتهج من قبل قوى الصراع، ولاسيما أن الكويت باتت بين فك المخاطر الإقليمية، لذا كان سموه حريصاً على تكاتف أهل الكويت في تلك المرحلة الحرجة، حتى لا تستغل من قبل المتربصين الذين دائماً ما ينتظرون فرص الخلافات للبدء بمخططاتهم الشيطانية.
قالها سمو الأمير.. بصريح العبارة بهذا المفهوم “إن صح ما يقول عن القضايا الأخيرة التي تمس أمن واستقرار البلد، ستتم محاسبة كل من يتآمر على البلد، ولن نسكت عن كل من يتجاوز على المال العام”، وهذا بحد ذاته يؤكد حرص سموه، ويؤكد أن سموه هو صمام الأمن والأمان واستقرار البلد، وحرصه على المال العام من الأولويات، ويعتبرها مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل مواطن يملك أدلة على المتجاوزين، وعليه أن يقدمها لجهات الاختصاص لتتخذ الإجراءات القانونية بحقهم.
كلمات سموه.. كانت تحمل معاني أبوية، تتميز لوحتها بألوان الوحدة الوطنية وهي الضرورة والأهم، فمن هذا المبدأ الوطني علينا جميعاً أن نفكر بتلك المعاني التي تحرص على وحدة الكويتيين، كما علينا أن نجتمع من أجل الكويت بعيداً عن مصالحنا، وعن خلافاتنا التي أصبحت جزءاً من مشاكل البلد، فلطالما والدنا الأمير يناشدنا بأبويته العفوية، فما علينا إلا أن ننصاع إلى رغباته التي تحمل هموم وطن ومواطنين، فمشاكلنا أصبحت كالبوابات التي لا تنتهي ولا نعرف نهاية طريقها، وسموه دائماً ما يكرمنا بإغلاق تلك البوابات، ووأد الفتن بحكمته وصبره ودبلوماسيته المعهودة.
سموه.. أكد محاسبة كل من تثبت إدانته بالمساس بأمن واستقرار الكويت وثروتها، ورأى أن المحاسبة حتماً لن تأتي لمجرد الأقاويل والتحاليل، بقدر ما ستكون تحت القنوات القانونية، وتحديداً تحت سلطة القضاء الذي نعتبره الحصن الحصين لنا جميعاً، فما بعد خطاب سموه إلا السمع والطاعة، فسموه هو ربان السفينة، وقيادته الحكيمة دائماً ما تضعنا في بر الأمان، ومواقف سموه في أصعب الظروف دائماً ما تكون هي الصائبة والمنقذة، ولو أردنا أن نذكرها فسنحتاج إلى مجلدات، ولكنها أشهر من أن تذكر في هذا المقال المتواضع بحق هامة سموه العظيمة.
أقولها بصراحة.. قبل خطاب سمو الأمير كان لدي موقف مما يحدث على الساحة السياسية، وقد تصل إلى الأحكام على بعض القضايا، وهذه ضريبة الشحن السياسي في ظل الانقسام الشعبي الذي أدى إلى تضارب الآراء والأحكام السياسية من قبل بعض السياسيين.. ولكن بعد خطاب سموه شعرت براحة بال، وشعرت بأن الكويت مازالت بأمان، خاصة عندما قرأت ما بين السطور في خطاب سموه بشكل جيد، بأن كل الخلافات سيتم حسمها قريباً، وكل متجاوز من كافة الأطراف المتخاصمة ستتم محاسبته وفقاً للقانون، وهيبة القانون ستعود، وسيفرح الشعب بنهج الإصلاح الذي سينطلق لإغلاق أبواب الفوضى.
فمن نهاية خطاب سموه الأكثر من رائع، علينا أن ننتظر قليلاً لنرى الحق حقاً، والباطل باطلاً، وسيعرف الكل بلا استثناء أن الكويت للجميع، وليست حصراً على أشخاص ولا فئات ولا طوائف! نسأل الله أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها وكل من عليها من كل مكروه.
“الكويتية”