رمضان.. فترة استعداد شعبي للمواجهة!!
بداية أهنئ الجميع بحلول شهر رمضان المبارك تقبل الله طاعتكم وأعاده الله على الجميع وعلى وطننا الغالي بالخير والبركة.
6 شهور مرت على الكويت، كانت كلها مريرة ولكن دائماً كان يحدونا الأمل بأن الأمور ستتحسن، وان القضايا العالقة ستحل، وأن الفساد ستتم مجابهته والمفسدون سيطاردون الى ان يلقوا مصيرهم، ثم تمضي الأيام ويتبخر الأمل وتذوب الأمنيات وثم يأتينا شهر رمضان الفضيل ولسان الحال الجميع يلهج بالدعاء، ويفرط في الحديث من يتصورون ان الأمور يمكن ان تحل بـ«التصافي»، وبكلمات من نوع «عفى الله عما سلف» و«سنصلح» و«سنواجه»، وهكذا من الجمل التي لا تقال في الحكومة التي تحترم نفسها، وتعرف انه لا تقدم بغير محاسبة ورقابة، ولكن نحن هنا في الكويت وهذه هي الكويت «صلي على النبي».
٭٭٭
بكل حبنا لها ومرارتنا مما يجرى فيها.. من زهونا بوطننا الى غرقنا في دموعه وأنينه، من حبنا له الى تحسرنا على أوضاعه.. فالكل يعرف سوء أحواله، منذ أصبح مجلس الأمة إحدى المؤسسات الرقابية تابعاً لمجلس الوزراء فهذا «المرفق» باتت كل أحلامه تتركز في البقاء والاستمرار وأن تبقى هذه الكراسي لفترة من الزمن على حساب هذا البلد الذي يئن من الفساد، وعلى أعلى مستويات، هذا فضلاً عن السلطة الرابعة وهي (الصحافة) وهي في أغلبها تمثل أصحاب المال والاعمال، فان كل ما يحدث في كويت اليوم يعتبر مثالياً لها فلم يعد هناك من يصرخ او يثير قضية فساد حقيقية وانما أغلب هذه الصحف تسير في ركاب هذا المجلس المثالي الذي يعبر عنهم تعبيراً صادقاً، وهو جدار التحالف الصلب المعقود بين تجار السياسة والسلطة وهكذا لدرجة ان تصريحات النواب من نوعية ««سنعمل»، «سنقّر» تعتبر انجازاً لدى ملاك هذه الصحف، ناهيكم عن ان تأجيل اصدار القوانين أصبح ايضاً مما يعد انجازاً، ويالسخرية القدر!!.
٭٭٭
في اعتقادي انه مهما يكن من الأمر، فان الأوضاع لن تستقيم هكذا.. لن يبقى الحال على ما هو عليه أبداً فمحاسبة المسؤولين أحد أركان الدولة ودعائمها، لأن هؤلاء يضطلعون بأمور الناس ويتحكمون في مسارهم ويتحكمون في شؤونهم، ولذا فلابد من محاسبتهم عما يأتونه ويفعلونه وعما ينفقونه، وأما يحدث اليوم من تسويف وتقصير فليس الا عبثاً بمقدرات البلد، ومن دون المحاسبة التي هي سنة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعن خلفائه الراشدين رضى الله عنهم.. لا توجد مسؤولية ولا توجد دولة.. لقد استعمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً من الأزد على صدقات بني سليمة يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم، وهذا هدية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك ان كنت صادقاً).
٭٭٭
وهناك امثلة عدة يذكرها التاريخ الاسلامي والقديم والمعاصر فالمحاسبة هي من تلجم نوازع الشر، فتضرب بواعث الطمع، وتجعل من يتولى المسؤولية يقف عند حدود معينة، ليقيم العدل وينصر الحق ويواجه الفساد، فتطمئن النفوس.
لهذا نرى ان الأمور لن تستقيم.. ولن يمضي الحال كما هو الآن واتوقع ان تكون فترة شهر رمضان الكريم بمثابة الهدنة، فهي فترة «استعداد شعبي» لمواجهة هذا الفساد الذي استشرى، لو لم يتم تطهير مؤسسات الدولة من ممثلي الدولة العميقة المتجذرة والتي تعيث بالأرض فساداً.
لقد كانت آخر رسالة بعث المواطنون بها، متمثلة في الانتخابات التكميلية التي عزفوا عن المشاركة فيها، كانت رسالة صادقة تؤكد ان عزوفهم له أسبابه وكثيرة وأهمها هو رئيس مجلس الأمة الحالي، الذي اساءت إدارته لهذه المؤسسة ولزملائه واستخدمت ادارته كل الأساليب غير السوية في دفعهم للاستقالة والتي ترتب عليها ان الكويت تدفع من مالها العام لأجل هذه الانتخابات والتي زادت من عدد الخانعين لهذه الحكومة ولأصحاب الدولة العميقة، وليقرأ أي سياسي مخرجات هذه الانتخابات وليعرف كم من الوقت متبق لتجار السياسة مع السلطة في الاستحواذ على مقدرات الوطن، ومهما كان الأمر فلن يدوم هذا التحالف كثيراً، فقريباً سيقول الشعب كلمته بعد ان يقدم التهاني بعيد رمضان المبارك، جعله الله عيداً مبارك على كل الأمة الاسلامية.
٭٭٭
سؤال أخير..
كم تبلغ التكلفة المالية التي تكبدها المال العام لإجراء الانتخابات التكميلية التي سببها لنا رئيس السنن غير الحميدة؟!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf