مهمة “غير مستحيلة” للخضر أمام المانشافت
تبدو مهمة المنتخب الجزائري في مواجهة نظيره الألماني في دور الستة عشر في كأس العالم لكرة القدم صعبة، إلا أنها غير مستحيلة لـ”ثعالب الصحراء” الذي يسعون إلى تحقيق انجاز تاريخي آخر بالتأهل إلى ربع النهائي.
فـ”ثعالب الصحراء” أظهروا خلال مواجهة روسيا في الدور السابق قوة عزيمة استثنائية، ونجحوا في إدراك التعادل قبل 30 دقيقة على نهاية المباراة ليتأهلوا على إثر ذلك إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ الجزائر.
ويعول المنتخب الجزائري على نشاط وفنيات وحيوية الثلاثي ياسين براهيمي وسفيان فغولي وعبد المؤمن جابو، الذين ساهموا بشكل كبير في تأهل “الخضر” حين سجل كل منهم هدفا وصنع آخر منذ بداية النسخة العشرين للمونديال في البرازيل.
الثلاثي المرعب
وتتوزع المهام جيدا بين هذا الثلاثي على أرضية الملعب، وكل منهم ينشط بشكل كبير، فبراهيمي الذي يعتبر في غرناطة أفضل مراوغ في الدوري الإسباني، لعب دور صانع الألعاب في المباراتين أمام كوريا الجنوبية (4-2) وروسيا (1-1).
أما فغولي، الذي قدم موسما رائعا مع فالنسيا الإسباني، يلعب دور المرعب في الجهة اليمنى ولا يتأخر في التوغل في خط الوسط، فيما يستغل جابو قصر قامته وقدمه اليسرى المليئة بالفنيات لاستفزاز المدافعين وصنع التمريرات العرضية والتوغل داخل المنطقة.
ويعلق مدرب الجزائر، البوسني وحيد خليلودزيتش، آمالا كبيرة على هذا الثلاثي، عندما دفع به أساسيا عقب خيبة أمل المباراة الاولى التي خسرها محاربو الصحراء أمام بلجيكا، بغياب براهيمي وجابو، فكان صائبا في قراره وكان الثلاثي عند حسن ظنه.
وأمام ألمانيا ومدافيعها الذين يعتمدون على الاندفاع البدني كثيرا، سيشكل فغولي وبراهيمي وجابو خطورة كبيرة على دفاع المانشافت وسيرهقونه، على أمل أن يستغل خليلودزيتش نشاطهم ومؤهلاتهم في المواجهات الفردية وتسريع إيقاع اللعب أيضا.
حسابات تاريخية
وللمنتخب الجزائري حسابات “تاريخية” تشكل حافزا إضافيا لهزيمة ألمانيا، فهو يحلم بـ”معاقبة” نظيره الألماني الذي لا يزال بعينيه المسؤول عن “مباراة العار”، التي حرمته من التأهل إلى الدور الثاني في مونديال 1982 في إسبانيا.
وكانت الجزائر تغلبت على ألمانيا الغربية 2-1 في الجولة الأولى من مونديال 1982 في إسبانيا، في أول فوز لمنتخب إفريقي على منتخب أوروبي، ثم خسرت أمام النمسا صفر-2 قبل أن تتغلب على تشيلي 3-2 في الجولة الثالثة الأخيرة.
وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها وفي أول مشاركة في العرس العالمي لولا “تواطؤ” النمسا مع ألمانيا الغربية، حيث تعمدت الأولى الخسارة أمام الثانية صفر-1 في اليوم التالي وتأهلتا معا إلى الدور الثاني.