مقيمون أعزاء وأهل دار

بعد شكرهم لي على مقالي الذي دعا إلى عدم إلقاء مشكلة المرور على المقيم الذي يمتلك أكثر من سيارة، وإنما البحث والغوص في المشاكل الحقة والحقيقية لمشاكل المرور من التزام بقوانين المرور وآدابه، وتوسعة الطرق وتطويرها، وهو ما ينسحب على كل قائد سيارة في الكويت، إن كان كويتياً او غير كويتي.

بعد شكر بعض المقيمين الأفاضل الذين أرسلوا لي تعليقاً على المقال، وردت عبارات وجمل في رسائل استشعرت منها ببعض المشاكل التي يعانون منها، والتي تحتاج الى الاستماع اليها وبشكل جدي.

فالمقيم الذي ولد والذي تربى والذي عمل سنوات طويلة بكل شرف والتزام، وأحب هذه الأرض وعشقها، يحتاج الى من يستمع اليه. فعندما يعبّر بعضهم عن هموم يخاف أن يعبّر عنها لأنه لا يعرف رد الفعل عليها، فهو يقول ما يريد أن يقوله، ولكن لأشخاص يفهمون دور المقيم في البناء والعون على التنمية في هذه الارض، ويفهمون أيضاً ان من يعيش معنا بأمانة واخلاص يستحق ان يميز عن غيره.

يقولون «إن مشاكل الوافد ليست فقط في اتهامه بأزمة المرور، لكي يأتي من يسأل عن عدد السيارات التي يملكها، أو ينادي آخر بتحديد إقامته بخمس سنوات، وآخر ايضا يطالب برفع دعم الوقود عنه». وهذا بالطبع جزء بسيط مما يتداوله ويردده البعض من دون اي دراسة فعلية لطرق التقنين والترشيد لعلاج ازمة اقتصادية ومعيشية مقبلة في ظل الاسراف الذي طال كل مناحي الحياة عندنا.

يجب بل لا بد من التفريق بين المقيم سنة والمقيم منذ عشر سنوات، والمقيم منذ عشرين او ثلاثين او اربعين سنة او اكثر. الشرفاء منهم الذين اعطوا وقدموا وشرفوا الكويت، هؤلاء يجب ان يعاملوا معاملة خاصة، اقل ما فيها ان يمنحوا اقامة دائمة ولا اقول الجنسية، مثل البدون الذين تثبت اوراقهم انهم على هذه الارض كل سنوات عمرهم.. ولكن شروط الحصول على الجنسية الكويتية لم تكتمل بعد.

ثلاثة ملايين مقيم تقريباً على هذه الارض يجب ان يفرزوا هم ايضا الى فئات يميزون في بعض الخدمات الخاصة لهم، وهذا لا ينفي ابدا ان يحترم الجميع ويعاملوا معاملة الانسان الذي جاء باحثاً عن لقمة العيش.. رضي ان يعمل في بعض الأعمال المتواضعة التي يرفض الكويتي امتهانها.. لمجرد انه كويتي يلبس الغترة والعقال.

بغض النظر عن نوع العمل.. الاحترام والتقدير يجب ان يكونا شعار تعاملنا معهم كلهم، وهذا بحق اقل ما يمكن ان نقدمه إلى الوافدين الاعزاء.. اهل دار معنا، طالما هم شرفاء يحترمون قوانينها ويحبونها ويخلصون لها.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.cim

“القبس”