الرياضة في رمضان: ممارسة مفيدة لكنها محفوفة بالمخاطر
تلعب الرياضة دوراً هاماً في حياتنا اليومية، ولكن يختلف الأمر في شهر رمضان، حيث يحذّر خبراء التربية الرياضية من ممارسة الرياضة أثناء الصوم، خوفاً من التعرض للإنهاك الحراري، ونقص السوائل مما يؤدي لأخطار صحية كبيرة، وفي شهر الصيام يمارس بعض الشباب الرياضة في الفترة النهارية، أو قبل الافطار بحوالي ساعة تقريباً، والبعض الآخر يمارسها بعد الإفطار مباشرة، والسؤال الذي ربما لا يعرف الكثيرون الإجابة عنه، أيهما أفضل ممارسة الرياضة قبل الإفطار أم بعده؟
يرى أخصائي التغذية، الدكتور ناجي مصطفى أنه “يفضل ممارسة الرياضة بعد الإفطار بحوالي ساعتين على الأقل، وأنصح بعدم ممارسة الرياضة قبل الإفطار، لأسباب عديدة، خاصة أننا في فصل الصيف، إذ أن فقدان السوائل عبر التعرق دون تعويضها بشرب السوائل مباشرة، قد يسبب المتاعب الصحية”.
ويشير مصطفى إلى خطر نقص السكر في الدم في هذا الوقت “إذ أن الصيام طيلة ساعات طويلة، يؤدي إلى هبوط سكر الدم، كما أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار، قد تؤدي إلى الدوار والتعرق الغزير، وهبوط في سكر الدم، ما يتطلب الإفطار بتناول السكريات مباشرة”.
مخزون الدهون
ومن أول المحاذير التي يواجهك بها الأطباء فيما يخص ممارسة الرياضة خلال رمضان، هي ضرورة تجنب الرياضة أثناء النهار وخلال فترة الصوم، بل يجب ممارستها بعد مرور ساعتين على الأقل من تناول الطعام، سواء كان إفطاراً أم سحوراً وذلك لجميع الأعمار.
ويؤيد حسين ناصر (25 عاماً) هذه التحذيرات الصحية: “بالنسبة لي وغالبية أصدقائي لا نستطيع ممارسة تمارين كمال الأجسام خلال الصيام، لأن ذلك سيكون قاسياً جداً، وأيضاً لأننا نحتاج للأكل بعد التمرين، لذلك أفضل التمرّن بعد الإفطار”.
أما سيف علي (27 عاماً) فيقول: “أعتقد أن التمرين بعد الإفطار بساعة سيكون مناسباً، أفضل من قبل الإفطار للتعرض من أي خطر”.
يقول أحمد علي (28عاماً): ” أنا شخصياً لا أستطيع الذهاب قبل الإفطار الى النادي، أشعر أنه أمر متعب، والوقت المناسب لي هو بعد الإفطار بعد صلاة التراويح، وبحسب علمي إن ممارسة رياضة المشي خصوصًا في رمضان، تحافظ على وزنك من الزيادة، وتجعل جسدك يستفيد من الصوم، في التخلص من الدهون الزائدة”.
وبالعودة إلى أخصائي التغذية ناجي مصطفى، فإن “ممارسة الرياضة في رمضان تعمل على إذابة الدهون، والتخلص من السعرات الحرارية الزائدة المستمدة من الغذاء، إذ أن الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة أثناء ممارسة الرياضة، مقارنة بالأوقات العادية، مما يجعله يلجأ إلى مخزون الدهون المتراكم في الخلايا الدهنية، للحصول على الطاقة اللازمة له أثناء القيام بأي مجهود بدني أو عضلي أثناء الصوم، لكن يبقى وقت القيام بهذه الرياضة مهماً”.
كمال الأجسام
ويرى الخبراء أن ممارسة الرياضة أثناء الصوم، تعمل على زيادة كفاءة الجسم في التخلص من السموم، الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي به، إلى جانب تنشيط الدورة الدموية وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء، لكن بحد معقول.
بينما تعمل الرياضة بعد الإفطار على سرعة أيض السعرات الحرارية المكتسبة من الطعام.
ويقول مدرب كمال الاجسام في مركز لايف لاين، الكابتن مصطفى خالد: “الرياضة صالحة في أي وقت وأي زمان أو مكان، لكن في شهر رمضان، أنصح شخصياً الذين يمارسون كمال الأجسام بلعب الحديد بعد الفطور، بنحو ساعتين أو ثلاث حتى يستعد الجسم، ولأن ممارسة الرياضة بالنسبة لهم قبل الإفطار تؤدي إلى فقدان جزء من الكتلة العضلية”، مؤكداً ضرورة الاهتمام بنسبة البروتين في أكل الإفطار والسحور لممارسي كمال الأجسام، حتى تستفيد منها العضلات بصورة جيدة”.
ويضيف الكابتن خالد: “بالنسبة للشباب المصابون ببعض الأمراض كالسكري، أحذرهم من ممارسة الرياضة في رمضان، فالسكر ينخفض مع ممارسة الرياضة في الصوم، ما يعرّض المريض للخطر، ويجب عدم ممارسة الرياضة قبل الفطور إلا بعد التأكد من نسبة السكر في الدم، بإجراء الفحص المنزلي للسكر، فإذا كان منخفضاً لا ينصح بممارسة الرياضة، ويمكن ممارسة التمارين قبل الفطور، لكن التمارين غير المجهدة والتمارين الخفيفة”.
لكن البعض من الشباب لا يعير هذه التحذيرات اهتماماً، فيقول محمد وليد: “أنا من محبي الرياضة ولا أستغني عنها حتى في شهر رمضان سواء قبل الفطور أو بعده، وأرى أنه يمكن ممارسة الرياضة بالشروط اللازمة للحفاظ على الصحة و الوزن”.
ولكن ينصح المختصون بممارسة رياضة خفيفة أثناء توقف الجسم عن تناول الطعام أو الشراب، بدءاً بتمارين الإحماء للجسم والرقبة، والتي تعمل على زيادة دفع الدم للمخ، مما يؤهل الجسم لممارسة باقي التمارين بشكل أفضل.
ويرى المختصون أن ممارسة التمارين السويدية والأيروبيك، كرياضة خفيفة أثناء الصوم، تزيد من مرونة الجسم ولا تنقص من معدل السوائل فيه، بشرط أن تكون أغلبها من التمارين الأرضية، لتقوية عضلات الفخذ والبطن وفي ذات الوقت، لا تؤدي إلى التعرق الزائد مقارنة بالأنواع الأخرى من التمارين كالمشي أو الجري.