مقالات

رسالة من وافد

رسالة تسلمتها من أخ محترم تلمس من مقالاتي حول الوافدين شيئاً مما يحتقن داخل صدره هو وغيره، لا يعرفون أين يقولونه؟ ولمن؟ وكيف؟ ومتى؟

«اختي إقبال..

لا أدري إن كنت ستقرئين هذه الرسالة، فأنا على يقين أن إيميلك يعج بالكثير من الرسائل. عموماً، هي تنفيس عما بداخلي.. أنا وافد أردني من أصل فلسطيني، تجاوزت سني الحادية والخمسين، ولدت في مستشفى الولادة بمنطقة الصباح، حيث كان والدي – أطال الله في عمره – موظفاً في ثانوية الشويخ.

في الحقيقة أثارتني مقالتك بعنوان «مقيمون أعزاء وأهل دار»، وأحببت أن أؤكد أننا لسنا طلاب جنسية أو باحثين عن إقامة دائمة.. نريد معاملة طيبة، نريد ألا يتجاوزنا كويتي في طابور فقط لأنه كويتي، نريد ألا ينظر إلينا كويتي بحقد وكره وهو بسيارته الفارهة إذا ما أخذت حقي في أولوية المرور، نريد أدباً في تعامل رجال الشرطة معنا كما هو يتعامل معكم. سيدتي، لا أنسى يوم أن صرخ فيني ضابط في المخفر قائلاً «أنت تطق كويتي»، وأنا المظلوم وأنا صاحب الحق وقتها.

الوافد متهم بأنه السبب الرئيسي في الازدحام في الطرقات والشواطئ والمتنزهات وتأخير مواعيد المستشفيات ونفاد بعض الأصناف من رفوف الجمعيات.. يا سيدتي، الوافد في الكويت متهم ولو ثبتت براءته.

يا اختي، نحن نحبكم ونشهد الله على ذلك، الرجاء ثم الرجاء تعميم ونشر هذا الكلام بين أهلك وجيرانك وأصحابك، عله يترك لديهم انطباعاً جيداً ينعكس إيجاباً عند تعاملهم معنا، أو عندما تلتقي سياراتنا على دوار ونأخذ حقنا في المرور من دون مسبة أو نظرة كره.

معذرة على الكتابة بشكل عفوي ومن دون ترتيب، فهي مشاعر خرجت في وقتها، وبنت لحظتها، ومعذرة إن كان في كلامي قسوة.

حفظ الله الكويت، وحفظ الله أميرها وولي عهدها والشعب الكريم فيها،

تحياتي لك، واعذريني مرة اخرى».

سأحتفظ باسم صاحب الرسالة لمن يريد التعرف عليه، وهذا ليس شعور كاتب الرسالة فحسب، بل ما يريد الآلاف من المقيمين على أرضنا من جنسيات مختلفة قوله لنا، فهم لا يملكون أعضاء في مجلس يتحدثون باسمهم او مالك صحيفة يضعهم أول اولوياته، أو أن يكون هناك من يتحدث باسمهم وينقل همومهم ومشاعرهم، فوجدوا من مقال لي ولغيري فرصة للتعبير عن مكنون يزيد يوماً بعد يوم، فهم لا يشتكون بالدرجة الاولى حقوقهم كوافدين، لا بل من طريقة تعامل بعض منا معهم.

هذا بحق موضوع إنساني بحت يحتاج إلى أن نتوقف عنده ونبحث فيه.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

“القبس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.