مقالات

لنحفظ الكويت قبل أن يخطفها التطرف

 راكان بن حثلين: المنطقة تعيش على صفيح ساخن وأجهزتنا الأمنية في سبات عميق …يجب طمأنة المواطنين.

 راكان بن حثلين: آن الأوان لإعلان الحكومة الحرب على الإرهاب وتفعيل دور الأجهزة الأمنية في إخضاع الجماعات المشبوهة للمراقبة.

 راكان بن حثلين: يجب تنظيم حملة موسعة لجمع السلاح الذي أصبح خطرا يهدد البلاد والعباد.

 راكان بن حثلين: نريد الكويت بلا إرهاب ..نحتاج انتفاضة وطنية لجمع السلاح قبل أن يحصد الأرواح.

 

بينما تعيش المنطقة على صفيح ساخن، إثر تنامي المد المتطرف، وانتشار البؤر الإرهابية في مختلف دول المنطقة، نجد أجهزتنا الأمنية تغط في سبات عميق، وتتعامل بردود الأفعال، دون ان تكون لها اي إجراءات استباقية فعلية، تطمئن المواطن بأن هناك فعلا اعينا ساهرة من اجل امن وأمان الكويت.

بالأمس كانت للمملكة العربية السعودية مواجهة مع الإرهاب، وتحديدا جماعة «داعش»، التي استهدفت الأجهزة الأمنية السعودية في المراكز الحدودية، وسعت إلى تكرار السيناريوهات التي شهدتها المراكز الحدودية في العراق وسورية، في مؤشر يدل على النوايا التوسعية لهذا التنظيم، وعزمه التغلغل في دول الخليج، وجرها الى مستنقع الدماء والقتل العشوائي.

الأخوة السعوديون تعاملوا مع الحدث كما يجب، عندما اعلنوا عن اعتقال خلية تضم اكثر من 60 عنصرا قامت بدعم الجماعات المسلحة، وخططت للقيام بأعمال إرهابية داخل المملكة، وضبط كميات من الأسلحة والأموال بحوزة هذه المجموعة التي ضمت بين عناصرها جنسيات عربية.

ولم تكن الضربة التي وجهتها الأجهزة الأمنية السعودية لهذه المجموعة وليدة صدفة، أو نتيجة بلاغ عاجل، بل هي نتاج جهد استخباراتي، ومراقبة ومتابعة أمنية لعناصر هذه المجموعات، نفتقد إلى مثلها في الكويت.

كيلومترات قليلة تفصلنا عن العراق والسعودية، وتقارير ومؤشرات تدل على وجود خلايا نائمة في مختلف دول المنطقة، ولا سيما الكويت، وخطاب تحريضي تحفل به وسائل التواصل الاجتماعي، وخرائط سوداء، وسموم طائفية، وأجواء سياسية مشحونة، وأجندات مريبة ومشبوهة، وسلاح منتشر بكثرة، يتلاعب به الصبية في الأعراس والمناسبات، وطلقات مشؤومة تنطلق بين الفينة والأخرى و تنذر بالخطر، وكل ذلك وحكومتنا لا تزال نائمة، والسؤال ماذا تنتظر الحكومة ؟ وإلى متى نبقى نتعامل بردات الفعل؟

آن الأوان لإعلان الحكومة الحرب على منابع الإرهاب، وتفعيل دور الأجهزة الأمنية في إخضاع الجماعات المشبوهة للمراقبة والتحقيقات لكشف كل المخططات التي تحاك ضد الكويت ودول المنطقة، كما آن الأوان لتشكيل فريق أمني إقليمي مشترك، لتبادل المعلومات، وتنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وأدواته الفكرية والمادية.

وأولى خطوات الحرب على الإرهاب يجب ان تكون بتنظيم حملة واسعة ومركزة لجمع السلاح، الذي أصبح خطرا يهدد البلاد والعباد، وان تُظهر الحكومة الحزم مع كل من يحمل السلاح أو يخبئه او يتستر عليه.

فمنذ سنوات والنداءات تتكرر، وكذلك الوعود والتعهدات من الجانب الحكومي ولكن لا يوجد أثر فعلي على أرض الواقع، لأن هناك من أمن العقوبة، واطمأن إلى ان الحكومة تقول ما لا تفعل.

يجب ان تبدأ حملة وطنية لجمع السلاح، تبدأ بتشجيع الناس على تسليم ما لديهم من سلاح طواعية، وتعويضهم عن قيمة هذا السلاح، وأن تحدد مهلة شهرين للعفو عن كل من يسلم سلاحه للأجهزة الأمنية، ومنح مكافآت تشجيعية لكل من يبلغ عن أماكن وجود السلاح، وبعدها يبدأ الحسم والحزم، بتنفيذ مسح شامل للسلاح في الكويت، من أقصاها إلى أقصاها، وتفعيل دور المباحث وأمن الدولة في الكشف عن أماكن وجود الأسلحة.

خطورة الأوضاع، تستدعي انتفاضة وطنية فعلية لحصاد السلاح قبل أن يحصد الأرواح، ولا حرمات ولا محذورات تقف أمام حماية الكويت من كل خطر سواء كان داخليا أو خارجيا، ولذلك يجب الا يحول بين الأجهزة الأمنية والسلاح المخبأ لا أسيجة لمزرعة في العبدلي او الوفرة، ولا جدار لجاخور او شاليه، ولا باب لمنزل استقر فيه السلاح، ولا محاذير أو مناشير، لأن أمن الكويت تسقط دونه كل المحظورات.

نريد الكويت بلا إرهاب وبلا سلاح، نريد الكويت أن تدوم لنا ولأبنائنا وأحفادنا بلدا ديمقراطيا تتآخى فيه كل المكونات، نريد ان نحفظ الكويت، قبل ان يخطفها منا التطرف.

“النهار”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.