جولة في كلام الثائرين
وأدت مصر حلم الاخوان بحكم لمصر يستمر 500 عام، ووأدت معه حلم أذيالهم في باقي البلاد العربية من القيام بالمثل، ما جعل ربعهم عندنا يغلون ويطبخون من الحسرة والقهر والضيق، وفي تغريدة أخيرة له بط أحد كوادر الجماعة في الكويت، الجربة حيث كتب: نقولها صرحاء. القضاء الكويتي أصبح خصيما للشعب كما القضاء المصري المجرم ولابد من ازالته وتطهيره على وجه السرعة. هذا الشخص القريب من السلطة قرب العين من الحاجب لا يجد حرجا في كسر هيبة أحد الأجنحة التي تحلق بها تلك السلطة، التي يراها هو وجماعته نزيهة اذا جاءت أحكامها في مصلحته،
وفاسدة اذا لم تكن أحكامها مرضية له، وآخرها القرار المتعلق بمسلم البراك. كلام هذا الشخص واضح وضوح الشمس، لا لبس فيه ولا مواربة، فقد فرش أوراقه على الطاولة، والدور والباقي على السلطة ان تعرف ما يسرّها فتذهب له، وما يضرّها فتتقي شرّه. واذا كانت تلك التغريدة خطيرة، وتدعو للانقلاب على مؤسسة من مؤسسات الدولة، فإن تغريدة شخص آخر تعتبر قنبلة انشطارية لا يجب السكوت على ما جاء فيها من كلام مثل: «استجمع الغضب في صدرك، واستذكر القتل والتعذيب والسرقات وضرب الشعب وتفريقه. استذكر جميع جرائم السلطة ثم أخرجه عند أول مواجهة». هذا الشخص كتب ما كتب من أجل شحن النفوس وتوقير الصدور ضد السلطة ونظام الحكم، وتشجيعا لها على اللجوء للعنف، ونظرة لما يحدث في العراق وسورية ومصر وغيرها،
نجد أنه من البلاهة تجاهل تلك التغريدات، وها هو تهديد مباشر جاء من مغرد كتب عبارة صريحة نصّها: «نقول للكلاب من المسؤولين اذا صار شي بالبراك راح نقوم بثورة طاحنة»، ومع ذلك الفيديو لتلك الغرفة المليئة بالأسلحة التي تم تسريبها نعرف ان الأجراس تدق بأعلى صوت لها لعلنا ننتبه فنتحصّن. يبقى القول ان الكلام الخطير الذي يكتبه بعض المغردين يمنح الدولة الحق في الاستدعاء والتحقيق في الأمر، ولكن الشيء الغريب هو رد فعل هؤلاء الذين، على الرغم من وضوح الكلام والقصد، يدفعون باساءة فهم المضمون، وأنهم لا يقصدون من تغريدتهم ما فهم منها، بل ويتهمون سلطة التحقيق بأنها منحت نفسها الحق في معرفة ما في ضمائرهم، هذا غير التهمة المعلبة والجاهزة للسلطة بأنها سلطة قمعية مستبدة، ودكتاتورية تعشق تكميم الأفواه.
كتلة والله ان، ونكسر الخشم العنيد وما نبالي، كانت وما تزال تبحث عن مواجهة شرسة مع رجال الأمن تتحقق فيها أهدافها المنشودة، وها هو واحد منهم كتب شعرا يخاطب فيه الجمع المعتصم عند منزل مسلم البراك في منطقة الأندلس، يحثهم فيه على التمسك بالعزيمة والارادة والصبر التي ستحقق المستحيل فقال:
عدلوها بالأندلس لا تميل
صكوا الأكتاف لا يبقى شبر
هي ثلاث اللي تحل المستحيل
العزيمة والارادة والصبر
حفظ الله الكويت مما يخطط لها، وفي هذا الموضوع أعجبتني تغريدة من مغرد كويتي (محقق النزهة) رد بها باختصار على المبالغة والتهويل والتضخيم الذي أصبح ديدن من يحاولون جرّ الكويت جرا للفوضى حيث كتب فيها: تم اعتقالي بظروف غامضة والى الآن ما أدري ويني.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”