البلد يعاني الانقسام.. ماذا تبقى؟!
منذ ثلاث سنوات ونحن نعاني أشد المعاناة.. بل ننتقل من بلاء الى مشكلة الى أخرى!.
ولأننا لم نتعلم من الدروس ولم نستفد من مرورنا بأي مشكلة مرت علينا، فان الوضع لايزال كما هو بامتياز.. نفس الأخطاء، نفس الأفكار العقيمة، ونفس الاستنزاف الكبير لكافة موارد الدولة، التي لم نرها قائمة ومتوهجة في مشروعات نفخر بها، وانما لدينا وفورات مالية غير مسبوقة، لكنها لم تستطع سد العورات الحقيقية التي تكشفت وباتت كحقيقة صادمة في ادارة البلد!!.
٭٭٭
ترك رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد ارثاً ثقيلاً حملناه، وما زلنا ندفع ثمنه الباهظ، من انقسام حاد بين أفراد المجتمع، الى العديد من المثالب والعيوب لعل أخطرها كان فضيحة «الايداعات المليونية» والتي مازالت تلقي بظلالها على واقعنا التعس ولن اخوض في المزيد!.
ثم تسلم رئيس الوزراء الحالي مقاليد رئاسة الوزراء، بينما كنا نخرج من مأزق ابطال مجلس 2012، لندخل مأزق ابطال مجلس 2013، ودخلنا هذا وخرجنا من ذاك دون ان يتم محاسبة أحد على هذه الأخطاء القاتلة التي تسببت في هذا، وهكذا استمر بنا الحال حتى ان كل صيف يمر علينا لا نكتفي بأجوائه الساخنة في الطقس، بل بغليان في السياسة بسبب «قلة الحيلة» وانعدام «الكفاءة» وعدم القدرة على الانجاز!!.
٭٭٭
مستشارون كبار يرتعون بيننا وينعمون من خيرات بلدنا، يحيطون بالقيادات من كل ناحية، يسولون لهم كل أمر وبمشوراتهم يخرج البلد من نفق رمادي الى مظلم الى انقسام حاد وغليان رهيب!!.
جميعنا نشعر بالمرارة لأن الأمور تقاس بمقاييس سياسية بحتة، ولم تعد المقاييس قانوناً وقيماً ومبادئ كنا نؤمن بها يوماً ما!!.
عندما تم اقتحام مجلس الأمة تمت معالجة القضية سياسياً بعد ان وصلت الأمور بلا عودة، وجاءت الأغلبية النيابية بعدها في مجلس 2012، بينما لدينا العشرات من التساؤلات حول كيفية معالجة هذه السابقة الخطيرة؟ ومع هذا خرجنا من هذه التجربة دون استفادة أو معالجة وبسقوط كثير من المسلمات لدينا!!.
٭٭٭
ثم جاء أبطال مجلس فبراير 2012 وكانت هناك ردود فعل عنيفة من كتلة الأغلبية وتصدينا لأننا كنا نعتقد ان ما قاموا به كان مبالغاً وغير مستحق بسبب وجود قنوات دستورية لحل هذه الأزمة فيما يتعلق بإقرار مرسوم «الصوت الواحد»، لكن في المقابل لم تتم محاسبة احد على أبطال هذا المجلس والأصعب عندما نكتشف ان رئيس الوزراء الحالي هو من أشعل شرارة الغضب لديهم، وقد شهدوا عليه أمام القضاء وطالبوا بمثوله للعدالة.
السؤال.. كنا نحن ندافع عن ماذا؟!.
كنا ندافع عن قانون وقيم.. ومبادئ ووطن واذا بنا نجد أننا كنا ندافع عن حكومة هي من كانت وراء هذا المشهد القبيح؟!.
ولكن لم نكن ندرك ان دفاعنا عن الوطن وعن الوقوف أمام ارهابه انما كان مجرد (Game) من جانبها وأننا كنا ضحايا له!!.
اذاً الأمور تقاس سياسياً دون استفادة أو معالجة وليس وفق المبادئ والمسلمات!!.
٭٭٭
ثم جاء المبطل الثاني وكان مجلس نموذجياً في أدائه لكن كانت هناك غصة، تمثلت في عدم تمثيل ومشاركة كل أبناء الوطن فيه، وتم أبطاله لأخطاء اجرائية وايضاً لم تتم معاقبة أحد.
في النهاية.. هل هذه حكومة تحترم شعبها، كيف تتم كل هذه الأخطاء دون معاقبتها او حتى تحملها مسؤولية اخطائها!!.
لكن الأمور استمرت والبلد عاجز عن ان يخطوا خطوة الى الأمام وبنفس رئيس الوزراء!.
اليوم وصلنا الى ذروة المعاناة.. على تجذر الأزمة الحالية واستطالتها، مع حالة انقسام شديدة بين اطياف الشعب الواحد مع غضب شبابي يشكل %65 من التعداد السكاني الى حالة من التوجس لعدم معاقبة المسيء، ووجود حالة من انعدام الثقة في مؤسسات الدولة!!.
٭٭٭
ورغم الأجواء الساخنة اليوم، الا اننا نرجو ألا يأتي الحل بعد خسارة الكثير من القيم والاعراف والمسلمات، وحتى الأموال أيضاً.. مع انحسار المخلصين الحقيقين عن المشهد السياسي، بحيث ان أحداً منهم لم يعد هناك موجوداً أو يريد ان يتصدى للدفاع عن شيء!!.
أخطاء ترتكب مع سبق الاصرار والترصد، ولكن من دون رادع ويزداد المشهد سوءاً بسبب الوشاة والمطبلين وأصحاب المصالح الذين هم اليوم يدافعون عن مكاسبهم وليس عن الوطن الذي أضحى وحيداً ومنقسماً، وله الله وحده!!… والعبرة لمن يتعظ!!.
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf