يا عل ماكو داعش
يا سلام يا شباب، ها نحن سندخل حقبة لبيك يا مولاي، وها هو المدعو أبو بكر البغدادي يخرج علينا من قبور الأموات، ليتأمّر علينا نحن أبناء القرن الحادي والعشرين، ويحكمنا بمسمى أمير المؤمنين، وها هي دولة داعش تعلن تحويلها بلادنا الى ملاحق لها بعد ان أعلنت نفسها دولة اسلامية،
على الرغم من أنها في الواقع دولة قتلة وسفاحين، وأميرها وأفراد حكومته أقرب الى الجزارين منهم الى المؤمنين، وربما كانوا أكثر مصداقية لو أنهم أطلقوا على رئيسهم أمير السفاحين، ودولتهم دولة السفاحين. صورة أبوبكر البغدادي هذا وهو غير ملتح التي ظهرت للعلن أول مرة تجعله مرشحا ممتازا للتبرع باحدى كليته لمريض محتاج، أو لاعطاء خمسة لترات دم بين آن وآخر لبنوك الدم بدون ان ينقص منه شيء، فهو اللهم لا حسد،
خرتيت على دب على غوريلا، الثلاثة في بعض، أما صورته باللحية، وبالعمامة والقلنسوة السوداء، بعد ان اختاروه خليفة على بلاد المسلمين، وصعوده منبر المسجد في خطبته الأولى بخطوات وئيدة بطيئة، فتذكرنا بأبي جعفر المنصور، أو هارون الرشيد في المسلسلات التاريخية، ومو ناقص الا الطيلسانات والطنافس والدمقس والزبرجد وكرع الراح لتكتمل الصورة، ويزهو المشهد. دولة أبو بكر البغدادي تلك هي التي رفعت شعار (لقد جئناكم بالذبح) وقد فعلت ذلك بامتياز، فصلبت الناس أحياء، وقطعت أعناقهم وأرزاقهم، وكأن الحجاج نفض عن جسده الكفن، وعن شعره التراب،
وعاد ليكمل مهمته في الاقتصاص من خلق الله، وصلى الله عليك يا رسول الله، يا من جئتنا بالرفق واللين والرحمة. وعلى الرغم من كل الجرائم التي ارتكبتها تلك العصابة يخرج علينا المتحدث باسمها طالبا من عباد الله ان يتقوا الله ويسمعوا ويطيعوا خليفتهم وينصروا دولتهم، كما أعلن ان الشرعية باطلة في جميع الامارات، والجماعات، والولايات، والتنظيمات التي يتمدد اليها سلطانه، ويصلها جنده، وتحدّث عن قوانين شرعية يجب الالتزام بها والا فالويل والثبور، فسيكون هناك قطاف لرؤوس أينعت، وقطع لآياد عاندت، وعقاب لزلم كابرت وعن تنفيذ الأوامر تعالت واستكبرت،
مثل من يقوم بتشغيل التلفزيون لمتابعة مباريات كأس العالم، وكل ما هو ممنوع مشاهدته، أو من يقوم بحلق لحيته وشعره، ويمتنع عن اطالتها كما يفعلون، أو من يتجرأ ويضع الطماطم والخيار في كيس واحد أو يخلطهما في السلطة بعد فرمهما، أو من يرفض صيام رمضان كما فعل المسلمون قبل أكثر من ألف عام، قبل اكتشاف الكهرباء والتبريد، و(الباجي بقْبال). دولة الارهاب في الشام والعراق تريد اقامة خلافة اسلامية على الرغم من أنها نامت في عرض تلك الخلافة أو الدولة،
وطحنتها طحنا، ويكفيها اجراما أنها لم تمتنع عن القتال، وقتل الآمنين حتى في الأشهر الحرم، بالتالي ما نقول الا: يا رب آمنا في أوطاننا، وفكنا من شر تلك العصابة، وخذهم أخذ عزيز مقتدر هم وفكرهم المنحرف الذي شوه صورة الدين الحنيف الذي أنزلته على نبيك وحبيبك محمد، انك سميع مجيب الدعاء.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”