الأرجنتين وهولندا.. وعودة “العناق الروحي”
في الوقت الذي تتحضر فيه الأرجنتين لمواجهة هولندا، الأربعاء، لخوض الدور النصف النهائي من مونديال البرازيل 2014، تعود للذاكرة صورة “العناق الروحي” الذي حدث قبل 36 عاما على “استاديو مونومنتال” في بوينوس آيرس، حيث تغلبت الأرجنتين على هولندا 3-1 في المباراة النهائية.
وكانت هناك صورة واحدة فريدة لمست أعماق العالم بأكمله، وهي صورة ألبرتو تارانتيني، وحارس مرماه أوبالدو فيلول. لم تشتهر الصورة بسبب الاحتفال العاطفي بين هذين اللاعبين على ركبتيهما في 25 يونيو 1978، بل بسبب شخص آخر تقدم منهما وسط الاحتفال الجنوني لمعانقتهما.
فلم يكن فيكتور ديلاكويلا رجلا عاديا، فهو لم يتمكن من وضع يديه حول اللاعبين، لأنهما كانتا مبتورتين بسبب حادث تعرض له حين كان في الثانية عشرة من عمره.
وقرر ديلاكويلا اختبار حظوظه وسط الحشد الجماهيري الذي تجاوز 71 ألف متفرج، ورغم إعاقته، تمكن من القفز فوق السياج للاحتفال مع أبناء بلاده بالانتصار العظيم الذي تحقق بعد فترة انتظار طويلة.
ونجح مصور واحد في التقاط هذه الصورة باللونين الأبيض والأسود دون أن يدرك بأنها ستدخل تاريخ كأس العالم، وتصبح من أكثر الصور المؤثرة في عالم اللعبة الشعبية الأولى في الكون، وقد أطلق عليها “أل إبراتسو ديل ألما”، أي “العناق الروحي”.
ومع اقتراب موعد انطلاق مونديال البرازيل 2014، قررت إحدى الشركات الراعية للعرس الكروي العالمي أن تجمع أبطال الصورة الثلاثة في يناير الماضي من أجل استعادة ذكريات تلك اللحظة الخالدة بوجود كأس العالم، التي كانت تحل في جولتها العالمية في مار دل بلاتا، على بعد حوالي 250 ميل من بوينوس آيرس.
ونشرت الشركة الراعية فيلما ترويجيا لكأس العالم تظهر فيه ديلاكويلا في وضعه الحالي يلعب كرة القدم مع رفاقه، قبل أن تقف إلى جانب الملعب حافلة صغيرة حاملة معها بطليه من ذلك اليوم في 25 يونيو 1978.
لكن مفاجأة ديلاكويلا الذي يمارس كرة القدم حتى يومنا هذا رغم إعاقته وتقدمه في العمر، لم تنته، هنا لأن تارانتيني وفيلول اصطحبا معهما ضيفا عزيزا جدا، وما هو إلا الكأس العالمية الأصلية التي حملها اللاعبان السابقان والتقطا مع ديلاكويلا صورة أخيرة.