“إحياء التراث”: ننعم في الكويت بالأمن والاستقرار.. نعمة لا يجوز العبث بها
أصدرت جمعية إحياء التراث الاسلامي بيانا حول ماشهدته الكويت من مظاهرات خلال الايام القليلة الماضية , شددت فيه على ان “المطالبة بالحقوق يكون حسب الشرع،على السلطات إقامة العدل ، وعدم التعسف في استخدام القوة “.
ورأت أن “الأمن نعمة عظيمة ، امتن الله تبارك وتعالى بها على عباده ، ونحن في الكويت ننعم بنعمة الأمن والاستقرار ، فلا يجوز العبث بهذه النعمة ، أو العمل على ما يؤدي للإخلال بها أو ضياعها “.
وأكدت أن “المخرج من الخلاف والاختلاف هو طاعة الله ورسوله ثم طاعة أولي الأمر في النظم والإجراءات المشروعة المعمول بها ومن طاعة الله ورسوله : لزوم جماعة المسلمين ، والسعي في جمع كلمتهم على الحق والعدل “.
وجاء في بيان الجمعية :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين . وبعد :
فقد أقلقنا ما يجري ببلدنا الحبيب الكويت ، في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان ، الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن العظيم ، ذكراً حكيما لنا ، ومنهاجا بيناً ، وصراطا مستقيما ، من أحداث تبعثُ على الأسى والخوف في نفوسنا جميعا ، فالأمن نعمة عظيمة ، امتن الله تبارك وتعالى بها على عباده في غير ما موضع من كتابه ، فقال : ( وآمنهم من خوف ) قريش : 4.
ونحن في الكويت بحمد الله تعالى ننعم بنعمة الأمن والاستقرار ، فلا يجوز العبث بهذه النعمة ، أو العمل على ما يؤدي للإخلال بها أو ضياعها ، فإن هذا من عدم شكرها ، والسعي في زوالها .
وإننا لنؤكّد في ظلّ هذه الظروف ، على أن المخرج من الخلاف والاختلاف هو:
أولاً : طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال سبحانه ( وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله ) .
ثم طاعة أولي الأمر في النظم والإجراءات المشروعة المعمول بها في البلاد ، كما أمرنا ربنا جل شأنه بذلك ، فقال ( يا أيُها الذينَ آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم ) النساء : 59.
ومن طاعة الله ورسوله : لزوم جماعة المسلمين ، والسعي في جمع كلمتهم على الحق والعدل ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ، الذي يخلو من الغلظة والشدة ، بل بالكلمة الحسنة ، والرفق واللين .
ثانيا : ترك الخصام والتنازع والاختلاف ، المؤدي للفرقة بين المسلمين ، كما أمرنا الله تعالى بقوله : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين ) الأنفال : 46 .
وقال : ( واعتصموا بحبلِ الله جميعاً ولا تفرقوا ) آل عمران : 103.
ويجب السعي في الصلح بين المتنازعين والمختلفين ، والجلوس بين الأطراف المختلفة ، وتحكيم أولي العلم والحكمة والخبرة في ذلك .
ثالثا : تركُ أسباب الشرور والفتن ، والفوضى والاضطراب ، المتمثل بالخروج الى الشوارع بالمظاهرات ، وسدّ وإغلاق الطرقات ، وتعطيل مصالح الناس وأذيتهم ، والإضرار بمصالح الدولة .
وما فيه من فتح الباب لكل مفسد بالدخول في هذه التجمعات ، والسعي بالفساد فيها ، والتحريش بين المتجمعين فيها من الناس ورجال الأمن ، ووقوع الصدام ، كما حصل غير مرة .
ولا يخفى ما جاء من التشديد في القرٱن الكريم ، والسّنة النبوية ، من تحريم دماء المسلمين وأرواحهم وأعراضهم وأموالهم ، قال تعالى : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ ما حرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) إلى أن قال : ( ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتي حرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بالْحَقِّ ذَلكُم وصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) الأنعام : 151 .
والنَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قد حذّر أمته أشد التحذير من ذلك ، فقال : ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ” . رواه مسلم .
وغيرها من النصوص الكثيرة في هذا الباب .
كما أننا نؤكد أن المطالبة بأداء الحقوق الدينية والدنيوية ، من الحاكم أو المحكوم ، ليست ممنوعة ولا محظورة في الشرع ، ما دامت مضبوطة بالضوابط الشرعية ، وما دام أنه لم يصحبها تعد ولا ظلم ، ولا خروج ، أو مظاهرات أو عنف ، وما لم يُرتكب فيها محرم كإتلاف الأموال والممتلكات ، وإزهاق الأنفس ، والاعتداء على الأمن .
كما نُوصي السلطات المعنية بإقامة العدل ، الذي أمر الله تعالى به في قوله ( إنّ الله يأمركم أنْ تُؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) النساء :58 .
وذلك وفق ميزان واحد لجميع المواطنين المتساوين بالحقوق والواجبات ، ووفق الشفافية والحكمة ، والأنظمة الشرعية التي تحفظ كرامة الإنسان .
كما نوصي الأجهزة الأمنية بحسن المعاملة ، وعدم التعسف في استخدام القوة .
هذا ونسأل الله العظيم الحليم أنْ يقينا جميعاً شر الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .
وأن يرد عنا كيد الكائدين ، ويصلح أحوالنا ، ويول علينا خيارنا ، إنه سميع مجيب .