السيد مسلم البراك ..خذها مني !!
السيد مسلم البراك خذها مني ( إن مصلحة الكويت العليا أهم من أية مصالح أخرى شخصية أو فئوية في الظروف الحالية ) ، ولكن نحن نتفق معك في أهم قضيتين الأولى هي المحافظة على المكاسب الدستورية والثانية مُحاربة الفساد ، ولكن مع هذا نختلف معك في المُعالجة والأسلوب وما تطرحه حضرتك وجماعة الأغلبية أو ما تُسمى بالمعارضة .
ما نتفق عليه هذا مُسلم به ، لكن ما نختلف عليه وهو الأهم ويجب إيضاحه حتى لا يحدث لبس ، لهذا أبين تصوري الشخصي كمواطن لخلافي معك ومع الجماعة ، ولا اعرف هل يساندني البعض أم لا ، ألا إنني اعتقد إن المساندة لا تحتاج إلى تحقيق أو أثبات، لهذا دعنا نناقش نقاط الخلاف التي تحرك الحراك ، كما يُطلق عليه هذه الأيام وهي كالتالي :
أولاً : قضية الصوت الواحد والأربعة أصوات
عندما أقر صاحب السمو مرسوم التصويت بالصوت الواحد تمت المقاطعة ، وهذا لا اعتراض علي من لا يشارك ، لكن الذي هدفه محاربة الفساد والانجاز بإمكانه أن يحاربه لو ترشح كذلك في انتخابات الصوت الواحد ونجح ، ولا علاقة لذلك بالانجاز ، لكن اعتراضكم ومقاطعتكم ليس لهذا فقط ولكن لأن التصويت بأربعة أصوات يُمكن من فوز تكتلات تحقق الفوز لأغلبية لا تتوافق مع مكونات المجتمع ، مثلاً نظام التصويت بأربعة أصوات مكنت بعض فئات المجتمع من أجراء انتخابات فرعية غير قانونية وكذلك اتفاقات وتشاوريات بين تيارات سياسية دينية، هذه التحالفات تُخرج أو تُبعد مكونات المجتمع والتيارات الأخرى من دائرة الفوز ، وهذا نراه عندما تُجرى انتخابات فرعية بين قبائل كبرى خارج إطار القانون والدستور في بعض الدوائر،
والمحصلة النهائية هي إبعاد مكونات المجتمع سواء قبائل صغيرة أو أقليات دينية أو حضرية من الفوز الذي يعتبر مستحيل ، والنتيجة تأتي بقبيلتين أو تيارين على احتلال معظم مقاعد المجلس وتحقيق أغلبية ، وهنا تفرض تصوراتها وتمرر مصالحها وتتحدى الحكومة بالاستجوابات التي غالبا لا توجه إلا لوزراء من المغلوب عليهم ، وليس لهم ظهر ، حيث يندر أن يُستجوب وزير له خلفية قبلية أو يتبع تيار ديني كبير له قواعده رغم إن الكل لديهم أصول قبلية سواء حضر أو غير حضر ، لهذا التصويت بالصوت الواحد أثبت انه أنجع وأفضل ويتيح لكل مكونات المجتمع أن يكون لها صوت وممثل بمجلس الأمة الذي يفترض أن يكون لكل الأمة ، لا أن يكون لفئة أو فئات محددة فقط .
لهذا نرى أن نتائج الصوت الواحد في الانتخابات الأخيرة أتاحت الفوز لمكونات مجتمع كان من المستحيل أن تحقق هذا النجاح في نظام الأربعة أصوات ، ومثال أخر على ذلك عندما تم أقرار التصويت بالصوت الواحد بالجمعيات التعاونية اتضح الفرق، حيث أصبح الفوز يُحالف جميع مكونات المجتمع ، فترى انتخابات مجلس إدارة جمعية يفوز بمجلس إدارتها عضو من تيار الإخوان وأخر سلفي وأخر كندري وأخر يمثل الشيعة وأخر يمثل الحضر الليبراليين وهكذا، لكن بالنظام السابق كان تجمع قبلي واحد أو تيار سياسي يترشح كقائمة ويفوز ويبعد بقية تيارات المجتمع ويحرمهم من ممارسة دورهم في خدمة منطقتهم ، هنا نجد أن نظام الصوت الواحد يتوافق مع المنطق والدستور ويحفظ حقوق جميع مكونات المجتمع رغم انه في بداية التفعيل وقد تمت المصادقة عليه من قبل المحكمة الدستورية ، أما النظام السابق ففيه مثالب كثيرة ولا يحقق العدالة وتم اختراقه بطرق وأساليب ذكرناها ، لهذا الآن الحراك يطالب أما أن يعود نظام التصويت السابق الذي يحقق لنا الأغلبية ويبخس حق الآخرين أو نخرب البلد ، وهذا غير مقبول وغير واقعي ولا يتوافق مع هدف استقرار البلد وأمنه واحترام مكونات المجتمع الأخرى وحقهم بالمشاركة .
القضية الثانية : محاربة الفساد
نتفق إن محاربة الفساد واجبة لكل مواطن ولكل مجتمع ولا يوجد مجتمع بلا فساد ، لكن الأسلوب الذي اتبع من قبل السيد مسلم البراك لا يتوافق مع المنطق والعقل ويضرب أهم ركن في الدولة وهو القضاء ، فلا يجوز أن تقف وأنت عضو مجلس أمة سابق في ساحة الإرادة أو على شاشة تلفزيون وتلوح بأوراق وتقول أن هذا سرق ,وان ذاك الفلاني اختلس بدون ذكر صحيح الأسماء أو تقديم المستندات للجهات الرسمية للتأكد منها .
أنا كمواطن يا سيد مسلم البراك .. كيف أتأكد إن ما قدمته له مصداقية أو ومدسوس عليك ، هنا يفترض أن يكون هناك طرف ثالث يثبت إن ما لوح به صحيح قبل أن تعلنه على عموم الناس ، لهذا تقديم أوراق واتهام آخرين بدون طريق القضاء أو مؤسسات موثوق بها ، لا اعتقد انه يتوافق مع الأسس القانونية وقد يخلق بلبلة ويضر بآخرين .
السؤال المطروح وهو يحتاج إلى بيان .. الذي سلمك تلك المُستندات .. لماذا لم يذهب هو بنفسه للقضاء !!، مؤكد نحن جميعاً نحارب الفساد ولكن بالطرق المعروفة ، لهذا تلويح بأوراق واتهامكم لآخرين جعلتك في مواجهة مع القضاء والحجز والتالي الحراك الذي نراه كل ليلة قد اضر بمصالح عامة وخاصة وشوه سمعة وأمن البلد ، قد تكون نيتك سليمة لكن قد لا تعرف من سيندس في الحراك ويضر بقضيتك ، ويضر بمصالح المواطنين ( البارحة حُرقت 70 حافلة نقل عام.. كم هي الخسائر؟ ولا نعرف هل اندس شخص ما ليحرقها أم أنها حريق لأسباب خارج ما يحدث ..أليس ما حدث البارحة فساد أعظم !! ).
أمر أخر وأخير هل الأمر يستدعي التحرك في هذا الوقت وقد يبدو كفزعة قبلية تخرج عن إطارها السياسي، والمنطقة تمر بظروف لم تمر بها من قبل، ولم تتوقعها حتى اكبر الدوائر وأكبر الدول، ودول الجيران تعقد الاجتماعات لصد ما يحدث في العراق من تطورات ونحن على حدود العراق ونبدو كريشة في مهب الريح ، اليوم أثار استغرابي ما صرح به احد أعضاء الأغلبية لإحدى الصحف إن دولة الخلافة التي أعلنت في العراق ويعني داعش لن تتوسع خارج حدود العراق ..هل هذا كلام يقبله العقل أو المنطق ومن أكد له ذلك !!.
ما كتبت تصور خاص قد لا يُعجب البعض ، ولكن لا بد من أن يُنشر في مدونتي من اجل تبيان ذلك على الورق ، ولماذا لا تقدرون الظروف التي نمر بها وتمر بها المنطقة ، لأن مصلحة الوطن وأمنه أهم من أية مطالبات أخرى قد نتقبلها إذا كانت في حدود القانون والدستور وتحت مظلة القضاء أما غير ذلك فلا اعتقد أن ذلك مقبول من كافة فئات المجتمع .
ما نخشاه هو إن محاربة الفساد خارج إطار القانون من قبلكم وأغلبيتكم قد تأتي بفساد أعظم يضر بما تتحرك من اجله ليندس من يندس بين الحراك ليحقق مأرب وأهداف له خارج ما تصبو له .
رسالة نتمنى أن تصل إلى الجميع من أجل وطن امن في ظروف عصيبة لا نعرف كيف تتطور وتصل نارها لحدود منطقتنا ، ومن اجل تكاتف كل أفراد المجتمع و وحدتهم من اجل كويت تتكاتف فيه أسرة حاكمة مع شعب في أقسى الظروف اثبت وحدته .