الإنجاز الخليجي والإخفاق العربي!
سامي النصف
الخليجيون هم عرب أقحاح وجزء أساسي من الأمة العربية التي لا يجوز تقسيمها تعاليا وتكبرا، كما يقوم بذلك الأستاذ هيكل وحواريوه، إلى مراكز حضارة (عربية) ومراكز بداوة (خليجية)، أو التفرقة بين القلب (العربي) والأطراف (الخليجية لا المغاربية على سبيل المثال) بدلا من التواضع والتعلم من الإنجاز الخليجي العربي المبهر الذي بات يضاهي في كل مجالات الحياة أكثر الدول تقدما ورقيا بالعالم.
>>>
ووجود النفط ليس قطعا السبب في تقدم دول الخليج، فعراق صدام وليبيا القذافي وغيرهما كانا ومازالا يعومان فوق بحيرات من النفط، إضافة إلى الموارد الأخرى التي لا تملكها الدول الخليجية ودون إنجاز يذكر إلا الخراب والدمار، إن الإنجاز الخليجي سببه الأول والأهم هو «الحكمة والتعقل الخليجي» مقابل «الغوغائيات الثورية العربية»، فالدول الخليجية على سبيل المثال في مرحلة ما بعد الاستقلال لم تعادِ أكثر دول العالم رقيا وتحضرا وتقدما ممثلة بالمعسكر الليبرالي الغربي بل استفادت منه بينما صادقت الثوريات العربية معسكر القمع والتخلف وعدم الإنجاز ممثلا بدول المعسكر الشيوعي الشرقي.
>>>
وقد تفرغت أغلب الدول الخليجية في مرحلة ما بعد الاستقلال لقضايا التنمية الاقتصادية والحضارية والعلمية والحرص على رفاه شعوبها، بينما تفرغت عواصم الحضارة العربية إلى تبديد الموارد في المغامرات والهزائم العسكرية وتعويض الإنجاز الحضاري بالخطاب الغوغائي المدغدغ للمشاعر وإدخال نفسها كمخلب قط في حروب الوكالة ممثلة لمعسكر الاستعمار السوفييتي القمعي.
>>>
فكل ما حدث بالمنطقة العربية في فترة الإخفاقات الكبرى منذ بداية الخمسينيات حتى أعوام قليلة خلت لا علاقة له على الإطلاق بدعاوى الوطنية الزائفة ومحاربة الاستعمار الغربي الراحل اصلا باختياره، وغيرها من أكاذيب خدعت بها النخب المفكرة قبل الشعوب، بل كانت تلك الإخفاقات والهزائم نتيجة لأوامر أمليت من قبل السوفييت على الأنظمة الثورية التي كانت تدعي كذبا السيادة، والطريف أن القواعد العسكرية الغربية التي أخليت بمعاهدات الجلاء التي طبل لها قد استبدلت بقواعد عسكرية سوفييتية(!) مثلما استبدل حلف بغداد بمعاهدات مصرية ـ سورية ـ عراقية ـ يمنية ـ ليبية ـ جزائرية مع الاتحاد السوفييتي كانت أكثر إذلالا وضررا من ذلك الحلف المأسوف عليه.
>>>
آخر محطة:
1 ـ في قضايا السيادة الوطنية، استبدل الحاكم العام البريطاني أو الفرنسي بحاكم أشد سطوة وقوة منه هو السفير السوفييتي في عواصم الحضارة العربية الذي كان يأمر فيطاع في التو واللحظة حتى انه أمر القيادة الوطنية المصرية في يونيو 67 بعدم البدء بالحرب فسمعت وأطاعت و… هزمت، وبالطبع انتهى أمر عواصم الحضارة العربية بخلق نسخ طبق الأصل من الأسياد السوفييت، أي دول قمع وقتل وقهر ودمار اقتصادي وتخلف حضاري.
2 ـ وناصبت عواصم الحضارة العربية الدول المحيطة بها العداء تنفيذا لأوامر السوفييت وأفشلت مشروع حلف بغداد الذي كان يفترض ان يضم الدول العربية وتركيا وإيران وباكستان، ومازلنا ندفع إلى يومنا هذا تبعات تلك السياسة الخاطئة.
samialnesf1@hotmail.com
@salnesf
“الانباء”