مقالات

أنقذوا.. سفينة الكويت من الغرق!

حسن الهداد

لا شك أن الأحداث السياسية الأخيرة في البلاد بحاجة إلى عقلاء من أهل الكويت لمعالجتها بحكمة، تقي البلد من شرور الانقسامات الخطيرة التي تحمل عنوان التحدي من كافة الأطراف المتخاصمة.

في ظل هذه «الشرباكة» التي تحتاج إلى تحليل واقعي، على الفور تذكرت تنبؤات المتنبئ الفرنسي «نوستر اداموس» الذي كانت له تنبؤات دقيقة حدثت، ولاسيما بشأن أحداث أوروبا قديماً، واليوم في الكويت كثرت التنبؤات وخرج لنا مئات من «اداموس» ليغرقوا البلاد بالتحاليل السياسية عما سيحدث قريباً، وأكدوا بأنها تتمثل بقرارات مصيرية.

هناك من تنبأ على ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدتها الكويت من مسيرات غير قانونية، بأن تفعل المادة 69 من الدستور، بالإعلان عن الأحكام العرفية في أحوال الضرورة التي يحددها القانون، فضلاً عن اتخاذ إجراءات حازمة تجاه بعض الجمعيات الخيرية، ولم تخل التنبؤات من فتح ملف جنسيات بعض المتصدرين للمظاهرات تمهيداً لسحب جنسياتهم.

المهم أن الكلام كثير! والتنبؤات في هذا الشأن أكثر، سواء صدقت تلك التنبؤات أم فشلت، الأمر لا يهمني ويبقى بالنسبة لي مجرد وكالة «يقولون»، وما يهمني هو الحل الجذري الذي يجب أن يخرجنا من أزمتنا، التي باتت تلد أزمات أكبر وأخطر على مستقبل الكويت، بسبب تراكمات وتخبطات وفوضى، الكل كان شريكاً بها، والحكومات المتعاقبة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية.

هنا.. لا يمكن أن أنسى خطاب صاحب السمو الأمير.. الأخير، عندما لوح بأن الكويت تتعرض لمؤامرة، وعلينا أن نعي حجم مقولة سموه لننقذ بلدنا من مخاوف سموه على استقرار الكويت، وهذا هو الأهم في هذه المرحلة.. كلنا نعلم أن أعداء الكويت والمتربصين بها لا يعدون مؤامراتهم إلا في حالة انقسام البيت الكويتي، حتى تسهل مهمتهم وتسير خطتهم من دون أدنى عراقيل، فضلاً عمن يستغل تلك الظروف لتضخيم ثروته بوسائل غير مشروعة، وهذا يعد أيضاً خطراً على المال العام.

خطورة المرحلة.. فعلاً تتطلب من وجهاء الكويت وعقلائها التحرك السريع لإطلاق مبادرة تكمن في المصالحة الوطنية، بشرط أن يتخللها حوار المصارحة والمكاشفة بعيداً عن أضواء وفلاشات الإعلام، لتفويت الفرصة على كل متآمر على الكويت قبل فوات الأوان.. نعم أكررها قبل فوات الأوان.

الخلاف السياسي.. للأسف، عقيم ولم يعد صالحا للتفرج والتشفي، وحشد الجماهير التي معظمها لا تعي خطورة المرحلة، بقدر ما تجيد التصفيق والفزعات وتقديس السياسيين، الواقع السياسي في هذه المرحلة يفرض علينا التحرك من خلال تضافر الجهود الوطنية نحو الدفع باتجاه المصالحة الوطنية، قبل أن تشتد النار علينا جميعا بسبب تفرجنا غير المبرر!

هنا.. لابد أن نخاطب العقلاء مرة، ونكرر الخطاب عدة مرات، حتى نحقق تدخلهم الضروري من أجل الكويت، والسعي نحو المصالحة الوطنية التي باتت أمراً ضرورياً ملحاً في هذه المرحلة، لطيّ صفحة الخلاف والتناحر، والغضب السياسي المبني على التحديات البعيدة عن مبادئ وأصول الإصلاح.

فصاحب السمو الأمير -حفظه الله ورعاه- صاحب قلب كبير يحمل هموم الجميع، ويرى كل أهل الكويت بنظرة الأب الحنون على أبنائه، فمن هنا يجب أن يبدأ العقلاء بمساندة سموه تجاه وأد الفتنة التي مازلنا نغوص في أعماقها، وقد نغرق بوحلها جميعاً، مادمنا موجودين في مدرج المتفرجين ننتظر مشهد النهاية الذي يجهل البعض مخاطره.

أخيراً أقول.. لا نريد تنبؤات ولا تحاليل ولا جماهير، بقدر ما نريد تحركا جادا نحو دفع سفينة الكويت إلى بر الأمان.. لماذا أقول هذا الكلام؟! لأنني أشعر بحجم الأزمة ومخاطرها.. مادام اللاعبون في ساحتها يحملون سيف التحدي، وليس سيف الدفاع عن الكويت.. للأسف.

“الكويتية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.