كلنا خونة
فى اصعب الظروف.. وفي مرحلة من الزمن اختفت فيها الكويت عن الخارطة.. نصف اهلها خارجها.. النصف الآخر بين كويتي وغير كويتي.. غادرها اغلب العرب وبقي من فيها وحيدا ينام خائفا ويصحو محبطا.. لا امن ولا امان.
لم يعثر من بين كل الكويتيين من داخل الكويت وخارجها على خائن واحد يقتنص تلك الظروف الصعبة، ويعلن نفسه رئيسا تابعا لحكم اهوج اشاع الرعب والخوف عند الجميع.. بمعنى آخر لم يكن هناك خائن كويتي واحد لبلده واهله وداره.
اليوم هناك عشرات وعشرات الخونة الكويتيين من بطن هذه الدار ومن ظهرها.. خونة يتبعون اهواء الآخرين ومخططاتهم.. مصالحهم الضيقة خنقت الامن والاستقرار فى هذا البلد.
من عاث فسادا فى ارضنا ونشر الخوف والرعب بين الصغير قبل الكبير.. خائن.
من سرق واختلس من اي مكان كان.. واخذ من المال العام.. خائن.
من خطط ونفذ اوامر خارجية وباشر بتحقيق اجندات خارجية سياسية او دينية على حساب وطنه.. خائن.
من تسبب في نشر الاشاعات المغرضة بهدف زعزعة امننا.. خائن.
من لم يقطع طريق شائعة يعرف انها كلام ملفق ومقصود لضرب طرف دون آخر.. خائن.
من قدم مصلحته الخاصة على مصلحة بلده.. خائن.
من نظر الى انسان او مصلحة شخص وقدمه على مصلحة وطنه.. خائن.
من استغل منصبه وانتفع من سلطته وحقق اغراضه الخاصة.. خائن.
من يملك معلومة مؤكدة تضر وطنه.. ويبقيها سرا.. خائن.
من يخلط بين حقده الشخصي وانتقاده لاوضاع بلده.. ويتحول الى نار تشتعل هنا وهناك.. خائن.
من يجامل على حساب وطنه.. خائن.
من وقف مكتوف اليدين والهشيم يأكل وطنه.. خائن.
من يعرف كيف يساعد.. وظل صامتا.. خائن.
من لا يرى فى وطنه سوى مأوى يأكل وينام فيه.. وانتماؤه الى جهات اخرى.. اكبر خائن.
من ينسى ايجابيات هذا الوطن وايامه الجميلة.. ولا يتذكر سوى سلبياته.. خائن.
عرف الكاتب مأمون فندي فى صحيفة الشرق الاوسط كلمة «البطر» بالتالى:
«هو بعد ان تسترد بلدك بعد احتلال ويقف العالم معك لتثبت حقك.. ثم تضيعه انت بنفسك فى لحظة مراهقة او تخسره فى صالة قمار سياسي».
بمعنى آخر.. كلنا خونة.. ولا يستحقنا هذا الوطن.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com
“القبس”