جينات قوية!
صالح الغنام
أتصور أننا جميعا متفقون على أن حقوق وحريات الفرد لها حدود ونطاق لا ينبغي أن تتجاوز تداعياتهما أو آثارهما الشخص نفسه, فمثلا, من حق أي كان ارتداء ما شاء له من ملابس, حتى وإن كانت غريبة الشكل والألوان. ولكن ليس من حقه الظهور في العلن وعلى الملأ عاريا بدعوى ممارسته حقوقه الطبيعية كفرد. وفي السياق ذاته, فإن لكل أب مطلق الحرية في تسمية أبنائه بالاسم الذي يريد, ولكنه ليس حرا في أن يطلق على ابنه اسم “مسطول”, وابنته اسم “بهيمة”. أصلا – وحسب علمي – فإن إدارة شهادات الميلاد, ترفض تسجيل المواليد بمثل هذه الأسماء المفجعة, نظرا, الى الضرر النفسي الكبير الذي سيقع عليهم مستقبلا ويؤثر في حياتهم سلبا!
والأمر كذلك في الزواج, فلا بأس إطلاقا من أن يمارس المرء حريته في اختيار شريكة حياته, وأن يتزوج من جنسيات أخرى, أكان ذلك بداعي تحسين النسل, أو بسبب الهيام والافتتان بفتاة أجنبية. ولكن هناك جملة محاذير ينبغي مراعاتها والتنبه إليها, وأن تكون سببا لفرملة حرية الاقتران بأجنبية. أولها, التفكير بمصير الأبناء في حال وقع أبغض الحلال بينه وبين زوجته الأجنبية, أين سيعيشون? مع الأب أم مع الأم, وأين ستكون الأم? داخل الكويت أم خارجها, وغير هذا من الأسئلة المهمة جدا… جدا… جدا, والتي لا ينبغي للشغف والاندفاع أن يتسبب بإهمالها, عدم الالتفات إليها.
الأمر الثاني, وهو يتعلق بالجينات الوراثية, فمعلوم أنه عند ارتباط زوجين من عرقين مختلفين, فإنه يصعب على الطب التكهن أو التنبؤ بشكل المولود, وما إذا كان سيأخذ من تقاطيع وملامح والدته أو والده أو يمزج بينهما. ولكن في حال الاقتران بزوجات من جنوب شرق آسيا – تايلاند, اندونيسيا, الفيليبين, وما جاورهم من بلاد – فإن القاصي والداني يعلم أن شكل المولود سيأتي مطابقا تماما لأشباه أبناء تلك البلاد, حتى من قبل أن تحمل الأم! فالجينات الوراثية لدى هذه الفئة قوية جدا, وحارة جدا, وهي تطغى وتسيطر وتتغلب على أي جينات وراثية لأي جنس بشري آخر!
أعلم أن الزواج قسمة ونصيب, وأن لكل امرئ ما هوى, وأن كل إنسان له الحق والحرية في اختيار شريكة حياته, وكل ما أرجوه بخوضي في هذا الموضوع المستفز للبعض والمحرج لي, أن يتم التدبر والتفكر قبل الارتباط بأجنبية, فقرار الزواج لا يتعلق بالزوجين فقط, وإنما يمتد للأولاد والأحفاد وأحفاد الأحفاد, الذين قد يعاني البعض منهم, أقول, قد يعاني البعض منهم, تمييزا اجتماعيا, أو عزلة, أو تهكما من بعض أقرانهم الجهلاء, أو أي شيء آخر قد يزعجهم في كبرهم, بسبب الجينات الوراثية والشكل الذي ظهروا عليه, فيلوموا أباهم, أو من كان السبب, حتى وهو في قبره… في الختام, “ربنا يسعد الجميع ويهنيهم”!
salehpen@hotmail.com
“السياسة”