من هم المتآمرون يا «مرزوق».. لماذا لا تكشفهم؟!
هل فقد الرجل هدوءه واتزانه؟
هل أصبح متذبذباً.. متأرجحاً.. متردداً.. ويقول الشيء.. ويفعل عكسه؟! أو يعلن عنه ويخشاه ولا يجرؤ عليه؟!.
ما الذي دهاه؟
ربما كانت قضية البلاغ تؤرقه ليلاً ونهاراً، فهو يحاول التغطية عليها بأي شكل، وبأي صوت هنا أو اجراء هناك او دعوة كهذه أو تلك؟.
ما الذي حدث فعلاً؟ ان تأمل تصرفاته وأقواله يكشف عن الكثير.. ولكنه قد يعتقد ان التماسك الى آخر لحظة سوف يؤتي ثماره، ونحن نقول أنه سيأتي بطريقة عكسية، منذ الخميس الماضي هناك تصريحات متشنجة.. نارية يطلقها رئيس مجلس الأمة المؤقت (كما يطلق عليه المغردون) وعدد من النواب بلا رويه.. والغريب يأتي ذلك بعد ان هدأت الساحة من التظاهرات!! اللافت والمثير أكثر من هذا هو ان هذه التصريحات تحمل نفس التهديد ونفس الوعيد الذي كان يوجه سابقاً للنواب المستقيلين!!لكن هذا اليوم التهديد موجه «للمعسكر الثاني» والذي ظل متماسكاً محتشداً يبحث عن الحقيقة في قضية البلاغ !!.
لقد تحدث رئيس المجلس عن وجود «مؤامرة»!! وكرر ذلك كثيراً، ومن الغريب انه طرح عقد دورة طارئة، ثم «تراجع» عن طرحه معلناً عقد اجتماع طارئ للسلطتين نادى به وزراء الداخلية والخارجية والدفاع وآخرون.. إنه يتحدث ويصرح كما لو ان هناك مؤامرة بالفعل!! الرجل لا يعلم تبعات كلامه والواضح هنا أنه يقصد ان هناك «تآمراً داخلياً على الكويت»، تماماً كما كان يردد من مزاعم أثناء استقالة النواب الخمس، ثم اذا به لدى حديثه لـ«البعض» يتراجع عن كلامه!!.
٭٭٭
اليوم نسأله من الذين يقصدهم «مرزوق» بالمتآمرين؟ فلا يجوز ان يطلق هذا الكلام دون ان نستوقفه وان نسأله عن المقصود بالاتهام المشين؟ من هم المتآمرون ولماذا لا يكشفهم ويذهب للنائب العام ويضع بين يديه كل المستندات التي تثبت هذا التآمر؟.
«مرزوق» يردد على مسامعنا دوماً مرة بعد مرة مقولة: اذهبوا الى النيابة وأبلغوا عن الفاسدين او المتآمرين؟! فاذا كنت لا تكف عن هذا الطلب فلماذا لا تجرؤ على القيام به بنفسك؟ ولكنه عليك الا تنقاد وراء خيالاتك وأوهامك فتعتقد ان كل «التشويهات» التي كنت تمارسها في السابق لمن وصمتهم بانهم «متآمرون» أصبحت مقبولة اليوم، فأنت مسؤول أمام الشعب وقد أقسمت اليمين على احترام الدستور والقانون وهذا يلزمك بأن تظهر هذا التآمر، وثق ان مبالغتك في استغلال سلطاتك لن تمر مرور الكرام، فكل ما تفعله ستحاسب عليه، وعلى كل التصريحات التي تطلقها بغير مسؤولية، ومن دون ان تكون مبنية على معلومات مؤكدة وحقيقية، ولابد ان يكون لكل هذا الاتهام ثمن!.
٭٭٭
لماذا لا تكون مثل «الفهد».. وتقوم بمثل ما قام به؟!.
«الفهد» عندما علم ان هناك مؤامرة تشيب لها الرؤوس.. قام الرجل وتحمل مسؤولياته، بعد ان استنفد كل جهوده لاستجلاء الحقيقة، سواء عن طريق الحكومة والمجلس اللذين للأسف حاولا تسويف هذه القضية وطمسها بكل الأساليب، ولكنه حسم هذا الموضوع بالذهاب للنائب العام، فاذا كنت جاداً ومسؤولاً ولديك يقين بوجود مؤامرة، فلست أقل من «الفهد».. فنتمنى عليك ان تقوم بمسؤولياتك وتذهب للنائب العام لكي تترجم أقوالك الى أفعال، ولكن نحن نعلم أنها أقوال والهدف واضح ضغوط على الحكومة لاتخاذ اجراءات تأديبية تعسفية وغير مسبوقة لخلط الأوراق فقط!! والله قال في كتابه الكريم: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} صدق الله العظيم.
بعيداً عما ستفعله أنت، وبعيداً عن ترددك وتناقضاتك وجراحك أقول انني اتمنى على حكومة الكويت ألا تكون طرفاً او يأخذها الحماس أكثر وتتخذ اجراءات تعسفية تجاه أبناء البلد، يكفينا تشرذماً وفرقة، والبلد بحاجة الى لم الشمل والمصالحة الوطنية بدل التناحر وجر البلد الى مصير لا تحمد عقباه!!.
٭٭٭
محطة أخيرة..
بالأمس تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمزارع تم تخصيصها لبعض المسؤولين ولعدد من الشخصيات السياسية الاعلامية!! والله انها لفضيحة!! ان يتم شراء الولاءات واكتسابها عبر الهدايا والعطايا!!.
كم من الضرر سيقع عليكم اليوم يا حكومة بعد ان يرى المواطن الحالم ببيت المستقبل منذ أكثر من 20 عاماً، أفعالكم تلك؟!وأنتم تقومون بمثل هذه الترضيات السياسية والتي تمت في عهد الشيخ محمد المبارك، الذي نقلت ادارة الهيئة العامة للزراعة اليه وتم نقل تبعيتها اليه من وزارة الى وزارة ليكون ذلك «لزوم الشيء أعلاه»!!.
٭٭٭
والله فضيحة ولو ان هناك مجلساً نيابياً يحترم نفسه فان هذا الوزير (ذا السوابق المخجلة) لم يكن ليبقى على كرسيه دقائق معدودة!.
وبحسبة بسيطة جداً ان عدد الممنوحين للأراضي وتم نشر أسمائهم الى الآن هم 13 شخصاً منحوا أراضي بمساحة 650 ألف متر مربع، مع أنهم لا علاقة لهم بالزراعة أو غيره لا من قريب او من بعيد، وانما هي ترضيات علی حساب المال العام.. لتحقيق مكاسب سياسية مع الأسف!!.
ومما يؤسف ان نجد في نهاية الأمر من يدافع عن هذه الحكومة التي لا تريد ان تحترم نفسها، ومن يدافع عن فسادها المستشري الذي أصبح عنوان المرحلة.. ولا عزاء لك يا وطن!!.
.. والعبرة لمن يتعظ
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf
“الوطن”