مقالات

اللهم ارفع عنا

يتفوق الغربيون علينا في العلم والتكنولوجيا ماشي، يغلبوننا في الرياضة والفن ما عليه، يمتازون عنا في الطب والصناعة والزراعة يا حيل الله، يبزّوننا في السياسة والاقتصاد أوكي، أما ان يفوزوا علينا في تطبيق قيمنا الاسلامية، ولا يكون من ضمن الخمسين الأوائل الأكثر احتراما للقيم الا الكويت في المركز 42 فأمر بصراحة حدّه يفشل، واللي يفشل أكثر ان تأتي اسرائيل في المركز 27، وتأتي ايرلندا في المركز الأول،

بينما تنتشر بلادنا العربية في المقاعد الخلفية، بل وتتزاحم عليها تزاحم جوعى على جاط كباب شامي بالبصل والطماطم المشوية المفروشة على خبز عربي متشرب بدسم اللحم المشوي، المزقرت بالبقدونس وشرائح البصل الأبيض وقرون الفلفل الحار.ديننا الاسلامي لم يترك ناحية تصنع منا نحن أتباعه مخلوقات في قمة الرقي والذوق والأدب والأخلاق لم يتطرق اليها، ولكننا صم بكم عمي، نأبى ان نفهم أو نعقل أو نكون من الراشدين، ونرفض ان نكون كما أراد لنا الله ورسوله، خير أمة أخرجت للناس.اننا الآن أسوأ أمة، ولنا الصدر دون العالمين في كل أمر كريه، وكله عندنا، وفي بلادنا، فقط أدخل يدك في الكيس وهات، قتل،

وتنكيل، وتجويع، وترويع، وتشريد، وجرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية، وتجاوزات حقوق انسان، وقمع، وارهاب، وكراهية، وجهل، وقذارة، وكذب، وتجاوز وخيانة وغش، ونفوس أمارة بالسوء، وووو.أنظر الى أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم مسمى مجاهدين، ولم يكفهم أنهم تفرقوا شيعا وأحزابا، بل وباتوا يطوفون المدن والقرى الآمنة يقتلون الناس،

وينتهكون الأعراض، خاصة من يختلفون معهم فكريا أو مذهبيا أو دينيا، أنظر اليهم كيف نسوا كلام الله الذي أنزله في محكم كتابه، فماذا قال.لقد قال سبحانه وتعالى الكثير{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} (99 يونس).

{ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل} (107 الأنعام). {ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون} (111 الأنعام). {فان حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فان أسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد} (20 الأنعام).

{لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} (البقرة 256) {ليس عليكم هداهم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} (الكهف 29). آيات كثيرة تبين ان الاختلاف ارادة اله لو شاء لقام بسكب الناس جميعا في قالب واحد فكرا وسلوكا وأخلاقا ودينا وتوجها وكل شيء، ليكونوا قولا واحدا، ولكنه آثر غير ذلك، فلماذا يأتي هؤلاء الجاهلون ويخالفون عن عمد ما أراد الله جلّ وعلا، ويتبعون أبشع الطرق لفرض رؤيتهم الشاذة.

في الحقيقة نحن في وضع لا نحسد عليه، ويكفينا ذلا أننا كعرب ومسلمين نتحارب فيما بيننا، ويخوّن بعضنا بعضاً، ويتآمر بعضنا على بعض، ولكن يبقى عندنا شيء واحد يضيء أمامنا الدرب ويصبرنا، انه قوله تعالى: {ان مع العسر يسرا}.

عزيزة المفرج

almufarej@alwatan.com.kw

 

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.