“نزع صواريخ غزة” هدف إسرائيل
بمجرد موافقة المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل على مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها القاهرة، خرجت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين كلها تتحدث عن “التزام مقابل التزام”، وأن توقف الغارات الإسرائيلية على غزة مرتبط بتوقف إطلاق الصواريخ من القطاع.
لكن في ثنايا هذه التصريحات حديث عن مطالب إسرائيلية بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة وإخلاء القطاع من الصواريخ، التي أمطرت إسرائيل طوال الأسبوع الماضي، وبلغ عددها بحسب الجيش الإسرائيلي أكثر من ألف.
لكن تصريحات هؤلاء المسؤولين لم تتطرق لكيفية نزع هذه الأسلحة، ولمن سيعهد بهذه المهمة، خاصة أن مصر بالنظر إلى علاقتها المتوترة بحركة حماس لا يمكن أن تتولى هذه المهمة.
المسؤولون الإسرائيليون يقولون أيضا إنه في حال استمرار إطلاق الصواريخ من غزة سيكون لدى الحكومة المشروعية الدولية للرد “بأي وسيلة كانت”، وبالتالي فهي طريقة لإعادة كسب التأييد الدولي الذي خفت بشدة بعد أن أسفر القصف الإسرائيلي على غزة عن مقتل نحو مائتي شخص ثلثهم بحسب الأمم المتحدة من الأطفال والنساء.
وعلى أي حال فمازال الجنود الإسرائيليون محتشدين على حدود غزة، ومازال التوتر في هذه المنطقة قائما رغم الحديث الدائر في كل الأوساط بشأن مبادرة التهدئة المصرية.
لكن الخلافات مازالت مستمرة داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه المبادرة، خاصة بعد أن رفضها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالي بنيت، اللذين يمثلان الجناح المتشدد في الحكومة الإسرائيلية.
وقد كانت موافقة الحكومة الإسرائيلية على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مرتبطة بشرط مهم هو توقف إطلاق الصواريخ “بشكل كامل” من غزة، ومعنى ذلك أن صاروخا واحدا ينطلق من القطاع قد يعود بالأزمة إلى المربع الأول.
وعلى الجانب السياسي في إسرائيل فهناك من يطالبون بألا يكون وقف إطلاق النار هدفا في حد ذاته، بل الهدف الأساسي هو الهدوء الشامل على الحدود بين إسرائيل وغزة، وتتزايد المطالبات أيضا بحل جذري للصراع مع الفصائل الفلسطينية في القطاع.
أما في الشارع فيهتم الإسرائيليون بأنباء المبادرة المصرية فقط، لأنها تعني توقف إطلاق صفارات الإنذار في المدن الإسرائيلية.
