مقالات

انتقام الإخوان

الساعة 11 مساء يوم الثامن من ديسمبر 1948 أذاع راديو القاهرة أمر الحاكم العسكري العام: بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها.. وهنا بدأ الإعداد للانتقام.

الاول من رئيس الوزراء النقراشي باشا الذي وجدوا فيه عدواً للدين ولشرع الله، لأن قرار الحل، كما يعتقدون، لا يصدر من مؤمن، فكان أن تنكر شاب من شباب الإخوان في زي ضابط، وأطلق الرصاص عليه بين أفراد حراسته فأرداه قتيلاً.

ولم يكتفوا بذلك، بل قام شقيق أحد المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين بحمل حقيبة وذهب إلى محكمة الاستئناف وسط القاهرة مدعياً أنه مندوب من إحدى مناطق الأرياف، وجاء بقضايا لعرضها على النائب العام.. وترك الحقيبة داخل المحكمة وغادرها بحجة تناول الفطور، ولولا شكوك الموظفين بالشنطة وأخذها لخارج المحكمة وانفجارها بالشارع لنسفت المحكمة، كما قال مجرم الإخوان في اعترافاته «ان الغرض نسف المحكمة للتخلص من الاوراق والمستندات الخاصة بقضية السيارة الجيب.. وذلك بأمر من مسؤول التنظيم سيد فايز».

بعد أن تعدى تنظيم الإخوان المسلمين الغرض الرئيسي من تكوينه في بداياته، وبدأ يتطاول على الصلاحيات والسلطات وحقوق البشر، بدأت تنفضح مخططاتهم ونواياهم، مما أثار سخط المجتمعات العربية ضدهم، والذي انعكس أيضاً على إعلان أكثر من دولة حل تنظيماتها داخلها ومحاسبة المنتمين إليها، كل وفق الجرائم المثبتة ضده.

جمعيتهم في الكويت، والتي كثر حولها الكلام والمطالبات بحلها، والتي كشفت بعض الصحف حجم الأموال التي تديرها والتي تفوق الخيال، ودور هذه الأموال في ما يحدث من قلاقل خارجية ودعم تنظيمات إرهابية، كما تردد في الإعلام، هي أموال ومساهمات من أهل الخير الكويتيين الذين لم يقدموا ديناراً واحداً إلا لوجه الله ولعون المساكين، والذين جزء كبير جداً منهم يجهل الى أين ذهبت وتذهب أموالهم ثقة بالقائمين عليها، وكان من الأجدر بمسؤولي جمعية الإصلاح إنفاقها على أهل الكويت ولا أحد غيرهم.

بيت الزكاة ينتقي من يصرف لهم، لأن الحاجة والعوز ليسا هما المقياس الوحيد، بل تدخل في الحسبة معايير أخرى، كما تدخل في التعيينات للعمل فيه، وكذلك جهات اسلامية اخرى في الكويت.

إن صحت المعلومات، وأكرر إن صحت وثبت أن هذه الثروة التي تتحكم فيها هذه الجمعية تنفق على شيء غير عمل الخير داخل الكويت، فيجب إعادتها وتوجيهها إلى داخل الكويت وإنفاقها على المحتاجين، لتعود أموال أهل الخير الكويتيين الى مكانها الصحيح.

علينا ألا نستبعد أن خيار الانتقام وارد وبأي شكل كان، فمن تربع على عرش سنوات طويلة تسيد فيها الساحة وكان صاحب القرار والكلمة الأولى لن يسكت عن إزاحته عنه بالقوة، وسيعبر عن ذلك بأكثر من طريقة، معظمها، إن لم يكن كلها، مرفوض وغير مقبول، خصوصاً أنه بدأ يشعر بأن أحلامه بدأت تتحقق بتولي الإخوان مقاليد الحكم في أكبر دولة عربية، أم الدنيا، ولكن رحمة الله كبيرة، فأزاح الغمة هناك، وبانتظار صفاء السماء على أمتنا العربية والاسلامية.

اليقظة مطلوبة والحرص مطلوب، والحزم مطلوب أكثر وأكثر.

إقبال الأحمد

“القبس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.