مقالات

رسالة.. لوزيري الداخلية والدفاع

حسن الهداد

لو قارنا التضحيات بشتى أنواعها، فلا يمكن أن نقارن تضحية شهدائنا الأبرار بأي تضحية كانت على الصعيد الوطني.
لا يغيب عن أحد أن شهداء الكويت قدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير وطنهم من براثن الاحتلال الصدامي الغاشم.. فمن هذه البطولات علينا أن نسترجع ذاكرتنا، وألا نتجاهل أو نتناسى بأن تضحياتهم هي من نحتت عنواناً جديداً للكويت، الذي بزغ نوره بالتحرير، الأمر الذي يستوجب على الحكومة تنفيذ الرغبة الأميرية السامية بشأن تكريم ذوي الشهداء تكريماً متميزاً يتماشى مع تضحيات ذويهم، وذلك حسب المرسوم الأميري رقم (38/ 91)، وخاصة أن بعض أهالي الشهداء مازالوا يشعرون بالتقصير بشأن عملية تكريمهم رغم وجود هذا المرسوم الأميري.

مثالاً على ذلك.. منهم من طلب من الجهات المعنية وعلى رأسها بلدية الكويت القيام بتخليد الشهداء، من خلال تسجيل أسمائهم على الشوارع المقابلة لمنازلهم، وهذا أقل تقدير لهم، ولكن للأسف مر على المطالبات أكثر من 14عاماً بلا جدوى، في الوقت الذي نرى أسماء بعض الشخصيات منها المعروفة ومنها غير معروفة رسمت على معظم شوارع الكويت! أليس الأولى عدم نسيان من ضحوا بأرواحهم من أجل الكويت؟! ومازال الأهالي ينتظرون هذا القرار الذي من شأنه أن يُرسخ مفهوم الولاء لدى الأجيال القادمة، ولاسيما عندما يقرؤون أسماء الشهداء على الشوارع، ويسألون عن تضحياتهم التي ستكون قدوة حسنة لهم، وستؤسس لديهم مفهوم التضحية والمواطنة الصالحة.

وهناك أمر آخر ومهم جداً في هذه المرحلة، يكمن في ضرورة قبول أبناء أسر الشهداء المتقدمين كطلبة ضباط في الكليات العسكرية في «الشرطة والجيش»، وخاصة أنه في السنوات الماضية كان هناك نوع من الاستياء الشديد من قبل أهالي الشهداء لعدم قبول بعض أبنائهم كطلبة ضباط في الكليات العسكرية، رغم أنهم مستوفون للشروط، ومع وجود مرسوم أميري ينص على تكريمهم ومنحهم الأولوية، واليوم يفترض على المسؤولين تطبيق هذا المرسوم حتى يتم إنصافهم.. فهؤلاء أبناء الكويت ومن أسر الشهداء الذين يستحقون من الكل التكريم والتقدير، وأقل تقدير لهم قبول أبنائهم كطلبة ضباط في الكليات العسكرية.

ولابد أن نكون منصفين ونشهد بأن وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح.. كان له دور بارز ومتميز تجاه قضية الأسرى والشهداء، وخاصة بشأن جلب رفات شهداء الكويت من المقابر الجماعية في العراق إلى أرض الوطن، فضلاً عن اهتمامه بشؤونهم آنذاك، ومازال يحظى باحترام وتقدير من قبل أهالي الشهداء.. لذا نتمنى من «أبو خالد» أن يستمر في دعمه لأهالي الشهداء، ويحقق الرغبة السامية التي تنص على تكريمهم من خلال قبول أبناء أسر الشهداء كطلبة ضباط في أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، كما نتمنى أن يسير هذا النهج من التكريم أيضاً على كلية علي صباح السالم العسكرية.. وأعتقد أن أمر تكريمهم هو تكريم للكويت ولشهداء الكويت وللولاء الوطني.

وأتمنى.. ألا يتكرر مشهد الترضيات للنواب، بشأن قبول الطلبة الضباط بالواسطة التي باتت أشهر من أن يتغنى بها في مجتمعنا للأسف!.. هذا الأمر جعل بعض أبناء أسر الشهداء يتراجعون عن التسجيل في الكليات العسكرية.. لماذا؟! لأن بعضهم قال إن «شهداءنا لن يشفعوا لنا بالقبول طالما البعض يقدر الواسطات أكثر من تضحيات شهدائنا الأبرار!».

بعد هذا الاستياء من بعض أهالي الشهداء.. ألم يحن الوقت لتغيير نظرة هؤلاء الشباب، والتأكيد على أن تضحيات الشهداء لا يمكن أن يتم تجاهلها أو نسيانها لأي سببا كان؟! ويفترض أن تتم ترجمتها هذا العام وكل عام، من خلال قبول أبناء أسر الشهداء في الكليات العسكرية.
وأخيراً منا إلى وزيري الداخلية والدفاع.. هذه المناشدة جاءت بطلب خاص من قبل أبناء أسر الشهداء الذين سجلوا في دورة الطلبة الضباط في الكليات العسكرية.. وحان وقت إنصافهم.

“الكويتية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.