رسالتكم توصل مشوشة!
تشرفت مرتين بلقاء حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وكانت الزيارتان كافيتين لأفهم كثيرا من الخفايا.
يتساءل شباب المعارضة عن سبب عدم وصول رسائلهم ومطالبهم المتكررة بالاصلاح الى مسامع صاحب السمو؟! والحقيقة ان هذه الرسائل تصل.. لكنها تصل بتفاصيل أكثر مما تظن المعارضة!
فبينما تتمنى المعارضة ان يُنقل لسموه مدى استيائهم من الوضع الذي نعيشه، وقلقهم من المستقبل الذي ينتظرنا بعد زوال دولة «الرفاه»، فإن المعلومات التي تصل الى صاحب السمو تشمل كل ذلك.. بالإضافة الى الطريقة التي سلكتها المعارضة لايصال رسالتها!
وما زلت أذكر غضب سموه وهو يتحدث عن حادثة دخول الشباب الى مجلس الأمة، وكيف ان الغاية لا تبرر الوسيلة، وأن سموه قد يتسع صدره لكل نقد ما دام في اطار القانون والاحترام المتبادل، لكن عندما يتعرض أمن البلد للخطر أو يتم التخريب وتعطيل مصالح الناس، فلا مجال للتساهل.
وهكذا فإن رسائل المعارضة تصل.. لكنها تصل مشوشة فلا تجد التعاطف الذي يتوقعه أصحابها.
نعم، هناك مؤامرة تحاك.. لكنها مؤامرة تهدف للزج بالشباب، الذي يحمل في قلبه حب هذا الوطن، الى الانغماس في الفوضى والتكسير والتخريب، حتى يتسنى لأصحاب المؤامرة «التشويش» على صوت الشباب الصادق ومطالبهم المستحقة بالاصلاح والتنمية لدولتنا الحبيبة الكويت.
لقد حدد صاحب السمو في خطابه الأخير شرطين، وجب على المعارضة ان تلتزم بهما.. ان كانت تريد ايصال صوتها لسموه:
الأول ان التشكيك بالسلطة القضائية أمر مرفوض تماما، ومن كان لديه دليل من مستندات ووثائق، فعليه ان يتوجه للقنوات الرسمية.
الشرط الآخر هو ان يتم النقد والمعارضة دون اخلال بالأمن أو مخالفة للقانون، ولذا فإن ما حدث أخيرا في منطقة صباح الناصر، مهما كانت دوافعه، لم يجد صدى طيبا لدى سموه.. بل على العكس، فقد نشرت الصحف عن سموه تأكيده بضرورة تطبيق القانون على مثيري الشغب.وهكذا ضاعت رسالة الشباب في «عجاج» التكسير والتخريب واغلاق الشوارع.
لكن سموه ترك باب قلبه مواربا للمعارضة حين أكد في خطابه ان الاتهامات التي أثيرت أخيرا «ان صحت، فانها تشكل جرائم خطيرة لا يمكن السكوت عنها».
بقي ان نقول ان الدستور الكويتي وضع صلاحيات واسعة بيد صاحب السمو، وان معظم ما تطالب به المعارضة، من اقالة للحكومة وحل للمجلس وغيرهما، يدخل ضمن هذه الصلاحيات.لذا فإن كانت المعارضة حريصة على التحرك ضمن الأطر الدستورية، فإن عليها ان تسلك من الوسائل ما تجد طريقها الى قلب وعقل صاحب السمو وتقنع سموه بشرعية مطالبهم.
أما ان اختارت المعارضة النزول للشارع عن طريق المسيرات، أو التعرض لأملاك الدولة والخدمات العامة، فإن رسائلهم ستظل تصل.. مشوشة!
٭٭٭
سمردحة: صدناهم.. وحرام يضيع الصيد في العجاج!
د.طارق العلوي
“الوطن”