“الأوقاف”: علماء الأمة أفتوا بحرمة المظاهرات والمسيرات كونها وسائل غير مشروعة
قامت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، ممثلة في قطاع المساجد، بتعميم خطبة غدا الجمعة 20 رمضان الموافق 18 يوليو، على مختلف مساجد الكويت، وقد حملت عنوان «نعمة الاستقرار ووجوب المحافظة عليها»، مشددة على ان الاستقرار ضرورة من ضرورات العيش، والبلاد التي تكون مستقرة يفد الناس اليها، ويرغبون فيها، ويبذلون الغالي والنفيس لسُكناها، وكل بلاد تفقد استقرارها وتضطرب أحوالها يفر الناس منها، مؤكدة ان الدنيا بأسرها لا تساوي شيئاً بلا استقرار، اذ لا قيمة للقصور والدور والأموال اذا فُقِد الاستقرار.
وقالت الوزارة في بيان لها: ان الخطبة أوضحت ان الاستقرار أهم من المعايش والأرزاق والمتاع، بل لا متاع ولا معايش الا باستقرار، كما دلَّ عليه استقراء تاريخ البشر وواقعهم، ولهذا فان آيات القرآن الكريم قدمت الاستقرار على ما سواه، وجعلت المعايش تالية له.
وتابعت الخطبة: ونتيجة لذلك فان الشريعة الربانية تدعو الى كل ما يؤدي الى الاستقرار، وتُرغِّب به، وتقطع كل طريق تؤدي الى الفوضى والاضطراب، وتنهى عنها.ومن أمثلة ذلك، الأمر باجتماع الكلمة والنهي عن الاختلاف والفرقة، على اعتبار ان الاختلاف ربما يؤدي الى الفتنة والقتال وبالتالي يزول الاستقرار، مضيفة: ان من تشريعات الاسلام لادامة الاستقرار، مُجانبة الفتن وأهلها، والحذر من مساربها، وكذلك الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن شق عصا الطاعة حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا أخبر عن زمن استحكام الفتن، وكثرة الدُّعاة الى جهنم سأله حذيفة رضي الله عنه عمَّا يفعل ان أدركه ذلك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تَلْزم جماعة المسلمين وامامهم» (متفق عليه) مشيرة الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالصبر على الظلم والأثرة ومدافعة المنكرات بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث قال: من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه، فانه من فارق الجامعة شبراً فمات الا مات ميتة الجاهلية» رواه الشيخان
وجاء في الخطبة: ان التظاهر على الحاكم المسلم هو صورة من صور الخروج التي نهى الشارع عنها، لما في ذلك من زعزعة الأمن، واثارة الفوضى، وايقاع العداوة والتقاتل بين رجال الأمن والمُتظاهرين، ناهيك عن دخول المندسين من المفسدين والمجرمين لمآربهم وأغراضهم، مؤكدة أنه ليس كل من دخل صفوف المتظاهرين يسعى الى ما يسعون اليه، ويهدف الى ما يهدفون اليه من اصلاح.
وذكرت: ان هذه التظاهرات يحصل فيها من التخريب والتدمير ما الله به عليم، اذ ان الغوغائية لا عقل لها، ولا يُمكن السيطرة عليها من قبل المنظِّمين لها، وتكون سبباً لأمور لا يُحمد عقباها، والسعيد من وَعِظ بغيره، فهل من مُعتًبِر، موضحة: لذلك كله أفتى علماء الأمة بحرمة المُظاهرات والمسيرات لكونها وسائل غير مشروعة.
ودعت الخطبة الى ضرورة التواصي بتغليب المصلحة العامة للبلاد على المصالح الشخصية، وحثِّ الجميع على بذل مزيد من العمل والجهد، وعدم الانصياع الى الدعوات التي قد تكون سبباً من النيل في استقرارنا أو من النعم التي ننعم بها، موضحة: ان في ذلك تجنيب البلاد فتناً عصفت بكثير من البلاد التي استسلمت لمثل تلك الظواهر التي أُخِذتْ من الغرب، وفيها أيضاً تفويت الفرصة على المُغرضين أو الحاقدين الذين يبثون سموم الفرقة والخلاف بين فئات المجتمع، ليُشتتوا جهودنا ويَكسِروا شوكتنا ويُفرِّقوا صفوفنا.
من جهة أخرى تطرقت الخطبة الى ما يحدث في غزة حيث يعيش المسلمون هناك أوضاعاً مأساوية، ومرعبة، ومآسي مروعة حيث المجازر والقذائف والدبابات، وجُثث وجماجم وتقتيل وتدمير وحصار وتشريد في حرب ابادة بشعة، وانتهاك صارخ للقيم الانسانية، وممارسة ارهاب الدولة مما لم ولن ينساه التاريخ، بل سيُسجل بمداده قائمة تُسطِّرها دماء الأبرياء الذين رُويت الأرض بمسك دمائهم.
وأضافت ان جرائم اليهود تعددت وتنوعت، فقد رأينا التفجير والتدمير والارهاب والارعاب، انها مناظر مُفزعة متوالية وعربدة صهيونية غادرة والمدفعية الثقيلة تُمطر حمماً فوق رؤوس العزل، داعية الى اغاثة المسلمين في غزة والاجتهاد في الدعاء لهم في ساعات الاجابة لعل الله يرفع عن الأمة هذه الغمة وينصر المستضعفين من المسلمين.