عربي و دولي

“التليجراف”: خطاب أبو بكر البغدادي كان أهم من ساعته

أعادت التليجراف البريطانية تسليط الضوء على الخطاب الذى ألقاه أبو بكر البغدادى مطلع الشهر الجارى بعد أن نصب نفسه خليفة على العالم الإسلامى، وقد رصدت التليجراف بعض العلامات فى خطاب البغدادى الذى دعا فيه المسلمين إلى طاعته وإتباعه.

وتقول التليجراف، إن البغدادى أراد أن يظهر لغة جسده بطريقة تقارب ما ذكر عن الرسول “صلى الله عليه وسلم”، فى بطء حركته عند صعوده المنبر واستخدامه للسواك أثناء إلقائه الخطاب كسنة عن نبى الإسلام، وأيضا ارتدائه لعمامة سوداء مثل ما ارتدى الرسول عند دخوله منتصرا مدينة مكة، وتلك حسب ما تقول التليجراف رسائل إلى جماهير الإسلام الغفيرة.

وأظهر البغدادى، براعة وتمكن من اللغة العربية، حيث جاء نطقه سليما وأكثر من الاستشهاد بالقرآن، وليس الكثير من الجماهير العربية من يجيد نطق الكلمات دون أخطاء نحوية، وهو أمر جاء لصالحه ليبدو بمظهر الخلفاء القدماء، فالحنين إلى العصور القديمة لا يزال يشغل قطاعا كبيرا من الشرق الأوسط.
وجاء خطاب البغدادى كعادة الحركات السلفية المتطرفة يحذر من البدع ويتوعد الجماهير، وهو الخطاب التقليدى للحركات السلفية التى لا تجد فى أحاديثها وخطاباتها أفكارا تدعو إلى التسامح والتآلف وحب الله بالسلوك القويم، فهم يفضلون انتهاج العنف.
واستخدم البغدادى ما جاء فى تاريخ الإسلام ليبرر أحقيته بالخلافة مشددا بأنه يرغب فى تطبيق الشريعة، مقلدا الصحابى عمر بن الخطاب فى أجزء كبيرة من خطابه ومقتبسا من أقاويله الكثير.

وأراد البغدادى فى خطابه تقديم صورة تعود إلى القرن السابع الميلادى ولكن فى الألفية الثالثة مستعينا بلغة عربية قوية ومظاهر وحركات تعيد إلى الذاكرة مشاهد من العصور الإسلامية القديمة، وحسب ما ترى التليجراف فإن ساعة اليد استحوذت على قدر كبير من الاهتمام بسبب شذوذها عن بقية المشهد ذو الطابع البدوى القديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.