
استغلال المرضى الكويتيين.. بلندن!
حسن الهداد
أود أن أوجه هذه الرسالة الهامة جداً إلى الهيئة العامة للاستثمار، وتحديداً إلى مكتب لندن!
لعل وعسى أن تستغل هذه المشكلة التي سقط فريستها المرضى الكويتيون في لندن لصالح استثمارات الكويت، التي بدورها قد تساهم في حل مشكلة المرضى من جشع معظم مكاتب العقارات التي تُدار من قبل العرب المقيمين في لندن.
رسالتي عبارة عن حديث ديوانية يسلط الضوء على المشكلة.. أثناء دخولي لإحدى الديوانيات، وجدت النقاش «مولع» على الآخر، وأول جملة سمعتها عبارة عن تساؤل بنبرة غضب من أحد الرواد قائلاً «يا جماعه ليش فلوس المرضى الكويتيين في لندن تدخل جيوب أصحاب العقارات من أهل الجنسيات العربية.. والله حرام والله حرام اللي قاعد يصير! وين الحكومة عن هالمشكلة؟!».
هنا لفت انتباهي من كان يصرخ بغضب وقهر، فقلت له عسى ما شر يا أخي.. لماذا كل هذا الغضب؟!
فرد علي قائلاً «أنا كنت مرافقا لمريض يعالج في لندن.. ورأيت الاستغلال البشع من قبل أصحاب المكاتب العقارية من العرب المقيمين في لندن لأوضاع المرضى الكويتيين، خاصة بمسألة الحصول على شقة للسكن.. أرجوكم تخيلوا معي وتفهموا خطورة الوضع على حقوق المرضى، إن أصحاب مكاتب العقارات العربية في لندن يعلمون كل شيء عن المخصصات المالية التي تعطى للمريض الكويتي.. وهنا تأتي مرحلة الاستغلال البشع! تخيلوا معي معظم الكويتيين الذين التقيت بهم هناك، يشتكون من غلاء السكن اللامنطقي والفاحش الذي لم نره في كل العالم!.. كيف يحدث ذلك؟!
قال.. عندما يبحث الكويتيون عن شقق يسكنونها في المناطق المتعارف عليها عندهم تحديداً في شوارع «اجور رود» أو «ماي فير» أو «النايتس برج» أو «بيكر ستريت» أو «الكنز وي»، وغيرها من الأماكن التي يرغب فيها معظم الكويتيين.. هنا تكمن المصيبة، عندما نجد كل هذه الشوارع محتكرة من قبل المكاتب العقارية المملوكة للعرب من المقيمين في لندن.. نأتي الآن للأسعار الجنونية التي وضعوها بالاتفاق مع بعضهم للسيطرة على مخصصات العلاج بالخارج، وكأن الأمر مخطط له!.
تخيلوا معي.. شقق صغيرة مستواها أقل من المتواضع في تلك الشوارع التي ذكرتها، نجد متوسط إيجارها أسبوعياً يتراوح بين 2000 باوند إلى 3500 باوند، وبعد شهر رمضان تم إبلاغهم بأن قيمة إيجارها سترتفع من 3500 إلى 4500 باوند!.. نحسبها بالدينار الكويتي، أي يعني يصل متوسط إيجار الشقة إلى 1500 دينار أسبوعياً، أي 6 آلاف دينار كويتي شهرياً، رغم أن القيمة الفعلية لتلك الشقق المتواضعة لا تتجاوز 450 باوند بالأسبوع حسب ما أخبرني من لديهم خبرة في العقارات، أي يعني إيجارها 230 دينارا كويتيا بالأسبوع.. قارنوا الفرق، أليست هذه قمة الاستغلال بابتلاع أموال المرضى؟!
فبعد سماعي لكلامه.. قلت له لندن كبيرة، لماذا الكويتيون يتعاملون مع تلك المكاتب التي فيها عمليات استغلال؟.. هناك مكاتب إنجليزية تعاملهم معاملة ممتازة لماذا لا يتعاملون معهم؟!.. رد قائلاً: صحيح ولكن مكاتب الإنجليز تأجيرهم للشقق لمدة طويلة تبدأ من ستة أشهر، فالتعامل معهم صعب، ولاسيما أن معظم المرضى لا يتجاوز علاجهم 3 أشهر.. وهذه الظروف جعلت المرضى الكويتيين ضحايا لجشع المكاتب العقارية العربية.
هنا لابد أن أطرح تساؤلاً على الهيئة العامة للاستثمار (مكتب لندن) لطالما ابتعاث المرضى للعلاج في لندن مستمر منذ سنوات طويلة، وبأعداد كبيرة جداً.. لماذا لا تستغل هذه الظروف، بشراء مجمعات سكنية تضم شققا تؤجر على المرضى الكويتيين وغير الكويتيين، لمن يرغب منهم بأسعار معقولة، هو استثمار ناجح، وهو مساهمة في مساعدة الكويتيين حتى لا يقعوا فريسة لأصحاب المكاتب العقارية العربية، كما هو الحال اليوم للأسف.
أتمنى من المختصين في مكتب لندن دراسة الموضوع جيداً، فأموال الكويت.. الكويتيون أولى بها.
“الكويتية”



