مقالات

تؤم الصلاة أم تفجر نفسك؟

تراجع عدد الائمة الكويتيين المتفرغين الى النصف، فهم اليوم 5 في المئة مقارنة بـ 10 في المئة سابقاً، اي ان من يؤم الصلاة في مساجدنا اليوم اقل من 49 إماماً، مقارنة بـ 90 سابقاً، في ظل وجود 1399 مسجداً في البلاد.


ويبدو ان السبب الرئيسي هو العامل المادي، رغم اننا نعرف ان من امامة الصلاة والاذان وكل الاعمال داخل المسجد لا يقوم بها سوى الملتزم والمحب والغيور على دينه، فالامام ياخذ على كاهله اقامة الصلاة ووراءه عشرات ومئات المصلين، وهذا بحد ذاته أجلّ وأرقى واكثر اعمال الخير خدمة للدين الاسلامي والمسلمين.

ولقناعة المسؤولين في وزارة الاوقاف، وفق ما جاء في خبر نشرته القبس، بسبب هذه المشكلة فقد وجدوا ان الحل، وفق ما يفكرون فيه، هو تخصيص كادر للامام الكويتي ذي ميزات عديدة حتى يتفرغ لهذا العمل كويتيون.

واعترف مصدر في الاوقاف، وفق ما جاء بالصحيفة، بأن الوزارة فشلت في احتواء عزوف المواطنين عن هذه المهنة، خصوصاً ان المشكلة تتفاقم منذ سنوات بسبب عدم وجود حوافز مغرية للشباب.

شبابنا يذهب الى دول اخرى للدفاع عن الاسلام، ويفجرون انفسهم ويقتلون الابرياء.. تلبية لنداء الدين والاسلام ورفعة اسم الله، وفق ما يقولون، من دون اي مقابل. وفي مساجدنا وللتواصل مع الله سبحانه وتعالى خمس مرات في اليوم وجموع المسلمين وراءهم يبتهلون الى الله خشوعا.. يعزف الشباب عن القيام بهذا العمل، وهو من اكثر الاعمال الخيرية التي لا يجب ان ينتظر من يقوم بها أجراً أو زيادة.

يزعجنا كثيراً ان تنطلق من ميكرفونات بعض مساجدنا اصوات مؤذنين لا نعرف ما يقولون، وكانهم يعلنون الحرب.. الاذان اعلان للصلاة باسلوب وطريقة يثيران الخشوع.. ولكن هناك جنسيات كثيرة غير عربية يكون اذانها نشازا اقرب الى الازعاج منه الى الدعوة للصلاة.

عندنا بالكويت مؤذنون كويتيون لا تتمنى ان ينتهى اذانهم لجمال اصواتهم والطريقة التي يؤذنون بها.. اين الشباب الكويتي الملتزمون .. اين الشباب الذين يبحثون عن عمل الخير وعن رفعة الاسلام اينما يكون؟

المشكلة في قلة عدد الأئمة احد اثنين: اما ان عدد المساجد اصبح اكثر من الطاقة التي تستوعبها البلاد بدليل ان وزارة الاوقاف لا تجد من يؤم الصلاة فيها من الكويتيين.. او ان الموضوع ابعد من ذلك.. وعلى الوزارة نفسها ان تبحث عنه.. ولكن ان تفقد مساجدنا هويتها الكويتية في الاذان والصلاة فهذا هو الخلل المزعج.

بكل سهولة يمكن لوزارة الاوقاف ان تعلن عن حاجتها لمتطوعين يبغون وجه الله واجره.. للاذان وامامة الصلاة، ثم يقومون باخضاعهم لدورات تدريبية لهذا العمل الخيري الذي لا اعتقد ان اي مسلم ملتزم سيرفضه.. والا كيف ينادي ابو فلان الفلاني من دولة كذا الاسلامية في اي بقعة من عالمنا.. فتجد من يحشد له من نوابنا الافاضل ويوفر له الاموال اللازمة لاعداده كمشروع قنبلة باسم الاسلام.. ويندفع له بعض الشباب لرفعة شأن الاسلام.

رفعة شأن الاسلام تكون اكثر في بلدك ومسجدك القريب من بيتك.. وبين اهلك وذويك.

إقبال الأحمد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.