مقالات

دوت نيت/ حرام

الحمد لله ان في مصر رجالا أشداء استطاعوا إعادة مصر لأهلها قبل ان تبتلعها جماعات الارهاب المختلفة كما فعلت بغيرها من البلاد العربية فتمزقها شر ممزق، وتعيث في أرضها الفساد، والحمد لله أنها عادت بعد عناء لتكون دار أمان كما قال عنها رب العزة {ادخلوا مصرا إن شاء الله آمنين}.

حرام هذا الذي يحدث للمسلمين في سورية والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وباقي البلاد العربية، وحرام هذا القتل اليومي لهم، لا بارك الله في ثورة البوعزيزي التونسية، التي حولت العرب الى ضحايا يُقتلون بأيدي بعضهم البعض، ومجرمين يقتل بعضهم بعضا. ان المناظر القاسية التي نراها كل يوم يجب ان تهز الضمير والوجدان العربي والعالمي، ويجب عليهم ان يفعلوا شيئا ويتدخلوا لايقاف الظلم، فثلاث سنوات من الذبح والدمار والتشرد خاصة في سورية وقبلها العراق كاف جدا، فارحموا أهل الشام والعراق وباقي العرب، وافعلوا لهم شيئا يا أهل الحل والربط، ويكفي كل هذا الموت في ديار الاسلام.

عبيد الوسمي يقول: «القوانين الدولية تمنع دخول القوات الخاصة الى مناطق الأسواق فكيف يحدث ذلك؟»، ونسأله: وهل تبيح القوانين الدولية ترويع وارهاب المتسوّقين، وقطع أرزاق البائعين، وتخريب الممتلكات العامة؟.

لم يحتج مخرج المسلسل الرمضاني حلاوة الروح الى ان يجهز موقعا يناسب الأحداث الدائرة في مسلسله الذي يتحدث عن الأحداث في سورية وقتال عصابات ومشايخ الارهاب فيها، وما يحدث فيها من قتل وسلب ونهب، فالمواقع متوافرة بكثرة، وموجودة على امتداد كامل مساحة الأرض السورية، وهي مناظر بالفعل مؤلمة، ومدمية للقلب، وكم هو محزن ان يتحول بلد عربي جميل الى تلك الحال المزرية.عسى الله ان يرفع عن بلادنا غضبه، وأن يفك عنها ما تمر فيه من اقتتال يكاد يأكل الأخضر واليابس، وأن ينزل علينا رحمته بعد ان صرنا لا يطيق أحدنا الآخر، وبعد ان أصبح قتل العربي لأخيه العربي أسهل من شربة ماء.

لم أستطع ان ألوم ذلك المواطن الذي فقد أعصابه في جمعيتنا التعاونية في أحد أيام الشهر الفضيل، وارتفع صوته منتقدا أحدهم فبعضهم يحدك على ذلك بسبب تصرفاتهم اللا معقولة. الرجل كان غاضبا لأنه شاهد مواطنا آخر يملأ عربته بجميع أكياس قمر الدين الموجودة على الرف غير تارك لأحد شيئا منها، وقد نبهه الى ان الأصول ان يشتري الشخص خمسة لفّات، وليس أربعين لبيعها ربما، وبالطبع لم يرض الشخص الآخر، وعلا صراخ الطرفين، وشبّت الصيحة.عموما، هذا السلوك من هذا الرجل وأمثاله يجب ان يوضع له حد، واذا كانت تلك النوعية من الناس تؤمن بفكرة أنا ومن بعدي الطوفان، فلا بد ان يكون هناك اجراء اداري حازم يردع أنانيتهم، وللأسف ان أمثال هؤلاء لا يأتون الا بالعين الحمرا.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.