المشاركة في التراجع!
صالح الغنام
حتى يوم أمس, كنت ملتزما بكلمتي عدم الكتابة في الشأن السياسي, أو ما يتعلق في الشأن العام المحلي طيلة شهر رمضان المبارك, وكنت سأستمر في هذا, خصوصا أن الشهر الفضيل قد شارف على الانقضاء, إلا أن خبر تراجع أرباح مؤسسة البترول الكويتية في السنة المالية المنتهية في 31 مارس الماضي, بما يزيد على مليار دينار كويتي, استفزني للخوض في هذا الموضوع, ليس لجهة فشل إدارة المؤسسة في تنمية وتعظيم الأرباح, أو – على الأقل – الحفاظ على معدلها السابق من دون تراجع, وليس لعظم الخسارة وقد فاقت ثلاثة مليارات دولار أميركي, وإنما, من باب مزايا القياديين والموظفين في القطاع النفطي, الذين كانت نقاباتهم تهدد بقطع شريان الدولة, وإيقاف سبل الحياة في الكويت, لمجرد الحديث عن تخفيض مكافآتهم السنوية!
أين هم الآن؟ أين أولئك المعترضون على تخفيض مكافأة المشاركة في النجاح؟ أين النجاح الذي شاركوا فيه, وقد تراجعت أرباح مؤسسة البترول الكويتية بمبلغ يقارب موازنة دول في أفريقيا؟ كيف كانت لهم عين للمطالبة بمكافأة النجاح, والتلويح بالإضراب في السنة نفسها التي كانت مؤسسة البترول تتعرض فيها لخسارة موجعة؟ ألا يدعون شراكتهم في النجاح, طيب, وماذا عن الفشل, أليسوا شركاء فيه أيضاً؟ إذاَ, لم لا يكونوا شركاء في تراجع الأرباح, ويعيدوا ما تقاضوه من مكافآت لا يستحقونها, ما داموا أخفقوا في مهمتهم. انتبهوا, أرباح مؤسسة البترول للسنة المالية السابقة كانت 2.5 مليار دينار, وفي العام 2014 بلغت 1,5 مليار, فهل مقياس النجاح بتحقيق 1,5 مليار دينار, أم بخسارة 1 مليار دينار؟
تأكدوا, أن الحديث في شأن المكافآت لا ينطلق من “ضيق عين” أو حسد, وهو لا يقتصر على موظفي القطاع النفطي – وإن كانت مصيبتهم أكبر – بل يشمل قطاعات الدولة كافة. إذ كلما قرأت خبرا عن تخصيص أو توزيع مكافآت في الوزارات تحت بند الأعمال الممتازة, تنتابني نوبة ضحك مصحوبة برغبة شديدة في هرش باطن القدم اليمنى, ولطالما تساءلت عن ماهية الأعمال الممتازة التي انجزها العباقرة من موظفين وقياديين, وكل من هو على هذه الأرض التي تدعى الكويت, يشكو ويئن من سوء وتردي الخدمات الحكومية, ولم يلحظ أي منا تحسنا – ولو طفيفاً – على مستوى الأداء الحكومي … عموما, منذ الأزل, وأموال الكويت عبارة عن سبيل يغترف منه كل من هب ودب, يعني جات على الموظفين؟
salehpen@hotmail.com