شيوخنا، حرصوا وخونوا بعد!
شيوخنا الكرام، الطيبون منكم واللي عليهم كلام: منذ وقت ليس بالطويل، وأثناء هوجة والله ان، ولن نسمح لك، وعد رجالك ونعد رجالنا، قيل كلام من أحدهم في منتهى الخطورة، ومن فرط خطورته سجّلته عندي للأيام، وكان كالتالي: «أنا أعتقد ان استمرار حكم آل الصباح أصبح صعبا في الأيام القادمة. لقد أصبحت عدوة للمجتمع، والمجتمع ساكت احتراما للعيش والملح اللي أكلوه سوا».. وتابع المتحدث قائلا: «والله ثم والله ثم والله لو أردنا اسقاط حكمكم يا أسرة الصباح فلن نتردد ولا نخشاكم أصلا لكن نحن اصلاحيون وليس اقصائيين فاركدوا وسنعوا أموركم».
نعرف ان القائل لهذا الكلام لا يمثل جميع أهل الكويت، ولا يحق له ان يشمل الجميع بكلامه المستهجن هذا، فما بين «الصباح» وأهل الكويت أكثر من العيش والملح فبينهم حب وود ونسب ومصاهرة، والأكثر من ذلك بينهم تاريخ طويل يمتد الى ما يزيد عن الثلاثمائة عام، واذا كان بين الشيوخ من أخطأ في حق البلد، فهناك من مواطنيها من أخطأ بحقها كذلك، وللأسف ان ذوي الأخطاء من الجانبين- الشيوخ والمواطنين- أضعفا الكويت، وكسرا جناحيها ما أعاقها عن التحليق، مع ذلك يجب عدم نسيان ما قيل ومن الغباء التغاضي عنه، فما ضاعت بلاد كثيرة الا بسبب التهاون والتجاهل والاستكانة.
شيوخنا الكرام: أهل الكويت بشكل عام لا يريدون سواكم حكاما لهم، وحماية البلد من القلاقل والانقلابات مسؤوليتكم المباشرة، وهم يريدون ان يطمئنوا على وضعهم ولا يكون ذلك الا بالحرص والانتباه الشديد فعلى مدى التاريخ هناك من قتل شقيقه أو عمه أو خاله لكي يكون هو الحاكم، وهناك من أشعل حربا بسبب الكراسي، فلا يستبعد أحد منكم شيئا، فالمهابيل والمجانين وذوي الهوى الضعيف كثر عددهم خاصة من صغار السن، وهم، للأسف الشديد، في ازدياد بسبب ذلك التلاعب في المشاعر والأفكار الذي يجيده من يسيطر عليهم ممن يعتقدون أنهم خلائف مانديلا أو أحفاد عمر المختار أو أتباع ماوتسي تونغ.يقول المثل الكويتي «حرّص ولا تخوّن»،
وهذا كان في ذلك الزمن الجميل الذي ذهب وانقضى، أما في عصرنا الملوث هذا فنقول لكم حرّصوا وخوّنوا بعد، فهذا أضمن لكم ولنا، وأدفع للبلاء، ولكم فيما يحدث حولنا اشارة. عليكم ان تنظروا للصورة بشكل شامل فالواقفون معكم من أهل الكويت يعتبرهم النائب السابق مسلم البراك عبيدا لكم، وهو غاضب من ذلك التأييد أشد الغضب وكأنه يتوقع غير ذلك، ولذلك صرخ فيهم: «أقول لمن يعشقون العبودية سود الله وجيهكم فوق ما هي سودا وخيب الله رجاكم».
وقد سبقه قبل ذلك صنيدح الذي وصفهم بأنهم بغاث ورويبضة، وغيرهم قال الكثير، فافتحوا الدفاتر واقرأوا ما فيها، فهناك ناس الناس حاقدون على النظام وعلى المؤيدين له، ويعلم الله الى أين سيصل بهم حقدهم!.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
“الوطن”