الكويت بين.. العصرين!!
لكل زمان دولة ورجال..حكمة عميقة صاغها تاريخ الأمم والشعوب على مر العصور والأجيال، فلكل زمان طابعه وسماته، وله أيضاً رجاله الذين عاشوه وتركوا بصماتهم واضحة على قسماته وعلى صفحات تاريخه، وقد يتفاوت الناس في تفاعلهم مع الأزمنة ورجالاتها ما بين عهد وعهد.. كل هذا معروف، ولكن اذا نظرنا الى زماننا هذا فسنجد ان هناك إجماعاً بيننا نحن الكويتيين على التحسر على جيل الستينيات والسبعينيات ورجال هذا الجيل لأنهم كانوا رجال حق وضمير وكانوا نظيفي الأيدي، كما انهم كانوا رجالاً يافعين مفعمين بالوطنية والانتماء، لذلك دائماً، ما يختزل هذا العصر في الوصف الذي يطلق عليه وهو «العصر الذهبي» للكويت..فهو يدل على هذا الزمن وعلى هذا الجيل تماماً، والحقيقة ان بين ذاك العهد وما نحن به اليوم مسافة تقاس بضوء القمر، لأنه بالفعل لا يمكن ان يتساوى ذلك العصر بهذا الذي نعيشه، فمن كانوا يتصدرون المشاهد في كل المجالات كانوا رجالاً صادقين موهوبين قادرين على صنع الفارق وعلى حسن العمل والتدبير والتطور في تصرف وسلوك مغاير تماماً لما نعيشه الآن..والبشر يتفاوتون في شأن تفاعلهم مع زمنهم، فمنهم من يقبل بما هو موجود ويعيش على هامش الحياة، ومنهم من يصارع الحياة من أجل ان يسجل التاريخ في زمنه عهد الالتزام والانجاز في الفكر والعلم والفن ولكننا نلاحظ انه على مدار التاريخ تصاغ مقولات تخلد نفسها..ويتأكد صوابها وصحتها ولو بعد حين مثل: «لا يصح الا الصحيح» وأن «ما بني على باطل فهو باطل» ويقابله بالعامية مثل شهير يقول «من عاش بالحيلة مات بالفقر» وهكذا فإن الأمور لن تستقيم اذا كان الرجال هم أشباه رجال تقودهم نوازع!! (الطمع والخسة) ولا يمتلكون من الموهبة شيئاً، ولكن ظروف الحياة وأقدارها هي ما ساقهم لاحتلال مقاعد الصدارة في الحكومة والبرلمان في المشهد السياسي في هذا الزمن، ولكن الأمر المؤكد أنهم سيرحلون عن هذا المشهد وقريباً.. وسنردد الآية الكريمة التي تقول: «وتلك الأيام نداولها بين الناس».. والأيام حبلى !!.
٭٭٭
محطة أخيرة..
أشكر كل من صافحوني عبر مقالاتي السابقة وآزروني وأيدوني.. ومنحوني شرف ان أكون صوتهم المعبر عنهم..وعن همومهم وآلامهم.. كما أشكر من شرفوني بخلافهم معي في الرأي، أما من أختلف معهم فسأظل على خلافي معهم، كما ولن أتردد عن فضح كل من تسول له نفسه الطعن في موروثاتنا أو سرقة أحلامنا أو حاضرنا.
أخيراً، أود ان أستأذن قرائي الأعزاء في قليل من الصمت والكف عن البوح والنقد والبحث عن لحظات يقين وأمل جديدة، تتيحها لي – كما تتيحها لكم – سويعات الخروج في اجازة صيفية..كل منا يحتاجها ليغسل على ضفافها بعضاً من هموم ويجدد بعضاً من أفكار..ويحفظ للعقل نضارته..وللوجدان قدرته على الاحساس بالآخرين والتعبير عنهم..تقبل الله صيامكم وقيامكم، وكل عام وأنتم بخير.
..والعبرة لمن يتعظ !!.
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf