مقالات

أسرة واحدة.. وبيعتنا للأمير

راكان بن حثلين : الشواهد كثيرة على فشل الحكومة الشعبية حيث تحولت بعض الوزارات الي ولايات تابعة عندما تم توزير النواب.

راكان بن حثلين :نعم سمو الأمير نحن أسرة واحدة،ولن تكون لنا إلا بيعة واحدة لا جدال ولا نزاع فيها.

راكان بن حثلين : علينا التمسك بوحدتنا الوطنية، في ظل قيادة سياسية حكيمة وراشدة، سعت ولا تزال تسعى إلى احتواء أبنائها

راكان بن حثلين

عندما يستهل سمو الأمير كلمته لدى استقبال المشايخ والدعاة الأربعاء الماضي بالتأكيد على أن الكويتيين «عائلة واحدة ودين واحد ولغة واحدة» يجب أن نتوقف كثيراً، ونتأمل هذه العبارة جيداً، وننظر في مرآة واقع ممارساتنا وأطروحاتنا على الصعيدين السياسي والاجتماعي، لنرى كم ابتعدنا عن المعاني الجميلة التي دأبت أسرة آل الصباح على تجسيدها على مدى حكمها لهذا البلد، وكم أمعنا الطعن وأثخنا الجراح في هذا الجسد الذي كان وسيبقى واحداً مهما تعددت وتباينت أشكال وألوان وانتماءات مكوناته.

ولنعيد النظر مرة أخرى إلى نفس المرآة، ونركز التدقيق في أعماق الصورة، ونقرأ الواقع الذي سنعيشه لو كانت تدير شؤوننا «حكومة شعبية» بميول حزبية أو طائفية أو فئوية.

حتما لن نجتمع في مرآة واحدة، ولا إطار واحد، لأن أطر التعامل لن تكون على أساس المواطنة والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، بل ستتعدد الأطر والسياسات، وتتصادم الأجندات، ونعيش حينها فوضى الصراع الذي يعيشه عدد من الدول في عالمنا العربي، ونتحول من دولة مدنية يحكمها دستور ومؤسسات، إلى شتات قد توحده المصالح تارة، ثم تبعثره تارة أخرى تبعا لتبدل موازين القوى واختلاف الولاءات.

ربما يشكل البعض على هذا الطرح، وخصوصا من الشباب الذي يرفع شعار «لن أعيش في جلباب أبي»، وقد يستشهدون بنجاح التجارب الحزبية والحكومات المنتخبة في دول مثل أميركا وأوروبا، ولكن على هؤلاء قبل ان ينظروا إلى البعيد، أن يلتفتوا إلى واقع الشعوب العربية، والأعراف السائدة، ليتيقنوا أن بيننا وبين أميركا وأوروبا محيطات وسلاسل جبلية من الفروقات الثقافية والاجتماعية والفكرية وحتى السياسية، يجب أن تزول أولا لنفكر بعدها في تطوير نظامنا السياسي والاداري في البلد.

ولعل الشواهد كثيرة على فشل الحكومة الشعبية، ومن بين هذه الشواهد ما رأيناه عندما توسعت الحكومة في توزير النواب المنتخبين من الشعب، إذ تحول عدد من الوزارات إلى ولايات تابعة لتيارات دينية، او دوائر حزبية أو قبلية، يسودها صبغة وانتماء الوزير.

علينا قبل أن نطالب بالمزيد والمزيد في كل شيء، ان نرى ماذا قدمنا للبلد اولا؟ وماذا أعددنا لكي نواكب التطور المطلوب سياسيا واجتماعيا وثقافيا؟ وأن نقوم الانحرافات التي كرسناها من خلال ممارساتنا، ألا نخطو إلى المجهول ونحن على أرضية هشة قد تهوي بنا إلى درك من سوء المصير.

إلى ذلك الحين، وأعتقد انه لن يكون قريبا، علينا ان نتمسك بوحدتنا الوطنية، في ظل قيادة سياسية حكيمة وراشدة، سعت ولا تزال تسعى إلى أحتواء كل أبنائها من مختلف التوجهات والانتماءات في حضن الدولة المدنية التي لا تفرق بين مواطن وآخر في الحقوق والواجبات، وأن نحمد الله على النعم التي أنعم بها علينا، وأن نثق في خيارات سمو الأمير فيمن يراه مناسبا لإدارة شؤون البلد، وان نحافظ على بلد وأسرة حكم تحسدنا عليها الكثير من الشعوب.

نعم سمو الأمير، نحن أسرة واحدة، ولن تكون لنا إلا بيعة واحدة، لا جدال ولا نزاع فيها، بيعة لسموك تبقى في أعناقنا أمانة وحصنا وأمانا، وتبقى أنت والد الكويتيين بكل أطيافهم، والحضن والملجأ للمستضعفين، والربان الذي اجتاز بالسفينة أعتى التحديات، وأرساها على بر الأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.