صيف ساخن!
صالح الغنام *
… وكيف لا يكون صيفا ساخنا – كما بشر البعض – والأحداث الحارة على الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية لم تهدأ أو تتوقف. فمن أحداث مصر التي انتهت بكسر شوكة “الإخوان” وانتخاب السيسي رئيسا, إلى احتلال “داعش” لنحو ثلث أراضي العراق, إلى ارتكاب الصهاينة الأنجاس أبشع المجازر بحق أهالي غزة, إلى كوارث جوية أدت إلى تحطم ثلاث طائرات مدنية في غضون أسبوع واحد. ومحليا, لم يكن الحال أفضل,
فالأحداث الملتهبة لم تتوقف عن التوالي, فمن استقالة ثلة من النواب الوطنيين, وإجراء انتخابات تكميلية فاترة, إلى قضية “التسجيلات”, إلى البلاغات المتبادلة,ومن ثم إيقاف صحف عن الصدور ومنع بث نشرات الأخبار في بعض الفضائيات, إلى إضراب موظفي “التأمينات”, وأخيرا سحب الجنسية ممن قيل أنهم حصلوا عليها من دون وجه حق!
كل هذه الأحداث الساخنة, جرت خلال 60 يوما, وهي فترة وجيزة, أعجزت دماغ أي متابع عن استيعابها وملاحقتها, فضلا عن تحليلها. إذاً, هو صيف ساخن وحارق, بكل المقاييس وعلى الأصعدة كافة, وبكل أسف, لم يمكن تبريده بخطوات أو تحركات إيجابية تخفف من لهيبه المستعر, فالجميع – وأنا هنا أتحدث محليا – استسلم لسير الأحداث بانجراف تام, من دون أن يكون لأي كان القدرة على التغيير أو التأثير أو التحييد.
وهذا الكلام, يخص تحديدا من فاجأونا بوجومهم وجمودهم وهم يتلقون الأحداث تباعا, وكنا نظنهم من المؤثرين في صنع القرار والمجتمع وأصحاب سطوة ونفوذ, وقادرين على التحرك وفعل شيء متى تعرضت جبهتنا الداخلية لسوء… لكن للأسف, صيفنا الحار بأحداثه الساخنة كشف لنا هشاشة من توسمنا فيهم خيرا!
salehpen@hotmail.com