مقالات

كم خجلت من نفسي!

إقبال الأحمد

أطفال غزة ونساؤها يقتلون بهمجية طاغية.. في حرب وقودها هذه الارواح البريئة.. صراخهم وهلعهم ونحيب امهاتهم وشرود آبائهم.. البيوت تنهار على اجساد البشر وتتحطم طاحنة رؤوسهم وملطخة اجسادهم بالدماء الحمراء الطاهرة.

كم احتقرت نفسي كمسلمة وعربية وانسانة.. وانا اعيش ايام شهر رمضان الكريم وعرب غزة يطحنون بيد الآلة العسكرية الاسرائيلية، ونحن لا هم لنا سوى تجميع الدنانير والدراهم والريالات والليرات والجنيهات لشراء كراتين الطعام والبطانيات والخيام.. لنلتحف بعدها ببطانية اللامبالاة.. وننقلب بعدها على جنبنا الثاني نواصل شخيرنا.. بانتظار قنابل العدو لتوقظنا من شخيرنا.

تألمت جدا لاسلامي وعروبتي وانسانيتي وانا استمع الى مصيبة اخوتنا العرب المسيحيين في كل مكان على ارضنا العربية وهم يقتلعون من ارضهم وسط اهلهم وجيرانهم واهل دارهم دون ان يتجرأ اي منهم على الوقوف معارضا او معترضا.. ليهجروهم بأقصى درجات اللاانسانية.. وباسم ماذا؟ باسم الاسلام!

الا تكفينا الجروح النازفة في جسدنا العربي لتضاف لها محنة ومصيبة اخوتنا العرب المسيحيين.. الى متى سنبقى ونظل دمى لا تتحرك الا على موسيقى الدين والمذهب والطائفة والفخذ؟.. اين هامات الدين الاسلامي الحق؟.. اين مشايخنا بالكويت ومشايخهم بالاقطار العربية الاخرى؟.. اين جمعياتنا ولجاننا ومؤسساتنا الدينية منها وغير الدينية؟.. اين جمعيات حقوق الانسان التي لا نسمع صوتها الا اذا كان المتضرر من ملة ومذهب وطائفة احد اعضائها او كلهم؟

اين خطب الجمعة؟ اين منابر المساجد تستغيث بسماحة الاسلام؟.. وهو آخر الاديان وليس ملغيها… اين كبار شيوخ الدين في الازهر وكل مكان ينضح بالدين وتسامح الدين؟

اين فتاوى اهل الدين الذين ينشطون في ايام رمضان يفتون بكل الفتاوى بدءا من بلع معجون الاسنان خلال الصيام الى بلع البلغم؟.. اين هم مما يحصل حولنا؟

لنعلم كلنا ان من طرد العربي المسيحي من ارضه واقتلعه من بيته وسلب ماله وبيته لانه مسيحي سيوقع علينا الاحكام نفسها ان لم يكن اشد منها.. لاننا لا نفكر بطريقته وما يفهمه من الدين الاسلامي اذا ما تسلط علينا.

اذا لم تتحرك الدول والمؤسسات الدينية لهذا المصاب الجلل في جسدنا العربي فلنقل كلنا السلام على اسلامنا الحق.

هيئة علماء دول مجلس التعاون يرأسها الشيخ عجيل النشمي.. ما تعليقكم عما يقترف باسم الاسلام على يد من يقولون انهم مسلمون؟.. افيدونا افادكم الله لنعرف الى اين نحن ماضون.

اكسروا صمتكم.. فوالله انه مخجل مخجل مخجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.