مقالات

على مين تلعبها

العيد عليكم مبارك، وتقبل الله طاعاتكم، وصحيح القصة فيها طغاة، وملكية دستورية، وملك يملك ولا يحكم، وملوك يتدخلون لصالح ملوك مثلهم لخوفهم من انتقال الثورة اليهم، ودستور يتم تغييره واعادة صياغته، ولجان ثورية تدير البلاد، وبث للحماسة والعزة في نفوس الثائرين، وتحد للملك وسلطاته بشكل علني، وخيانات للثورة اذا لم يقدها أهل الحكمة والعقل، وشاعر للثورة يخلد أحداثها وشخوصها، وخلع للملك وتحويله الى مواطن عادي، وأعداء للثورة يعملون ضدها، ودولة عميقة تطارد الثوار وتقتلهم أو تسجنهم، وتعددية سياسية،

ومشاركة شعبية، وحريات مطلقة، ومملكة لم تنهض الا بعد ان تخلّصت من نظامها السّابق وكل أنصار نظامها السابق، وانسان أوروبي كان اما حرا أو مستعبدا وبتلك الثورة العظيمة أصبح مواطنا، كل هذا وغيره من كلام، ولكنها تبقى مجرد قصة تاريخية تحكى للعبرة والعظة، هذا من جانب الراوي. أما من جانب المشاهد اللماح فهي محاولة متذاكية لتحقيق هدف ضد الدولة بدون التعرض للمساءلة.

الدكتور طارق السويدان هو أحد القيادات المهمة لجماعة الاخوان المسلمين في الكويت وهذا أمر معروف للجميع، وأثناء البلبلة والهوجة التي حدثت في الكويت من الجماعة التي ظنت ان الجو مهيأ لالحاق الكويت بدول (الخريف العربي) قال السويدان المتضامن معهم قلبا وقالبا، إنه لم يتبق الا أسابيع قليلة ويسقط النظام الفاسد، ونحمد الله للمرة الألف أنه بفضل ذكاء، وحكمة، وحنكة وصبر القيادة السياسية والمخلصين من رجالها لم يحدث ذلك، وظلت الكويت أبيّة على الخراب، والسويدان هذا هو الراوي لحكاية الثورة الفرنسية على قناتهم الخاصة بجماعة الاخوان، ومن خلالها حاولوا دس السم في العسل لكسب من يقدرون على كسبهم. السويدان اتبع ذلك الأسلوب كوسيلة لتغيير نمط وطريقة التفكير عند الناس، والتأثير في نفوسهم،

وتجهيز الأرضية المناسبة المطلوبة، وهي خطوات تسبق الذهاب لتغيير أكبر يعلو ويرتفع ليصل الى نظام الحكم، فيتقبل الشعب تغييره بآخر.هذا البرنامج المدمر للاستقرار يقابله برنامج آخر للدكتور المحترم، الفذ صلاح الراشد على قناة روتانا خليجية، وهو أيضا يعمل على تغيير نمط وطريقة التفكير عند الناس والتأثير في نفوسهم من أجل تحويل سلبياتهم الى ايجابيات ولكنه يفعل ذلك لا لاسقاط الدولة والنظام، انما لصالح استقرارهم النفسي، وسعادتهم في الدنيا والآخرة، ولكي يكونوا مواطنين وبشراً صالحين، ناجحين، مفيدين لأنفسهم ولأسرهم ولوطنهم، فيا له من فرق شاسع بين الدكتورين يماثل الفرق بين الثرى والثريا، وشتان بين من يسعى لهدم أركان الدولة، ومن يهرول نحو المحافظة عليها وتثبيت أركانها، والتصحيح العقلاني للسلبيات فيها.
دكتور صلاح عوفيت وعساك عالقوة، ودكتور سويدان الكويت أبقى من جميع خطط الاخوان والتكفيريين، فوراءها شعب مخلص لقيادته، مهما غضب وسخط، لا يمكن ان يدمرها من أجل ان يسلم قيادها لآخرين مؤمنين بمبدأ من ليس معي فهو ضدي، وتخيلوا ما يمكن ان يفعله هؤلاء بمن هو ضدهم.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.