بيل جيتس الإنسان
ما نقص مال من صدقة، والحسنة بعشرة أمثالها الى مائة ضعف، و«الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، وفيما يتبارى البوم والغربان وأبناء آوى ذوي الملابس السوداء حاملي راية كرار وهادم أسوار في قصف أعمار عباد الله الآمنين، ويستقوون بجمعهم البشع على العزّل والمدنيين من النساء والأطفال والشباب والشيوخ فيذبحونهم وينكّلون بهم، ويحيلون حياتهم الى معيشة ضنك. وفيما يكرّهون الدنيا كلها بالمسلمين، بما يمارسونه من اجرام، يساهم ملك مايكروسوفت بيل جيتس وغيره من أثرياء أمريكا وأوروبا في احياء أنفس تكاد تموت، فلا يمرّ وقت الا وقد أخرج من أمواله تبرعا سخيا جديدا لقضية انسانية أخرى تشغل باله، وتقضّ مضجعه،
وها هو آخر تبرع سخيّ قدمه وكان لشراء لقاحات لحملة القضاء على مرض شلل الأطفال في الدول الفقيرة، فقد قدم تبرعا ضخما كريما يبلغ المليار دولار من أجل ذلك الهدف النبيل.ثروة جيتس وملياراته، بسم الله ما شاء الله، تزيد ولا تنقص، والله سبحانه وتعالى يبارك للإنسان كلما تبرع بجزء من ثروته للمرضى والفقراء والمحتاجين، وها هو جيتس قد أصبح أثرى أثرياء الدنيا، فسبحان العاطي الذي لا يضيع عنده فعل الخيرات، ويجازي كل بعمله. بيل جيتس تبرع بمليار دولار لمعالجة شلل الأطفال في بلادنا العربية، وقبل ذلك كان قد تبرع بمئة مليون دولار لصالح الأبحاث المتعلقة بمرض الايدز،
وبين آن وآخر يتبرع بملايين الدولارات لصالح الانسانية، وهو سلوك أصبح عاديا عند كثير من المشاهير الأمريكيين والأوربيين من نجوم السينما ورجال الأعمال ولاعبي كرة القدم، ونأتي الينا فلا نرى ما نراه عند هؤلاء النصارى (الكفار)، حتى الزكاة التي فرضها الله على أغنياء المسلمين لصالح فقرائهم يحجم عن اخراجها كثير من الأثرياء من جماعة (أنطعم من لو يشاء الله أطعمه) الذين يبخلون بأموالهم وصدقاتهم على المحتاجين متجاهلين يوما ستكوى فيه جباههم وجنوبهم وظهورهم بما كنزوا من ذهب وفضة.
المشاعر الانسانية الراقية مثل المودة والرحمة والشفقة والعطف على الضعفاء ومساعدة المرضى والمحتاجين، وكلها من تعاليم ديننا الحنيف، باتت تخفت ويبهت وهجها في ثقافتنا العربية بعد ان كثرت عندنا جماعات التكفير والذبح، وارتفع بيننا شأن الطائفية، والا فهل يعقل ان يذهب لاجئون فقراء جائعين، لمقر توزيع أغذية من الأمم المتحدة أرسلت لهم كمساعدات، فتندس بينهم امرأة عربية مسلمة، وتفجر نفسها بينهم، فتقتل منهم 42، وتجرح ما يفوق المائة بريء.بالذمة، هل يوجد بؤس ووحشية أكثر من ذلك؟!، وهل يوجد بؤس ووحشية أكثر من ان يتكرر تفجير الأجساد والسيارات بين الأبرياء عشرات ومئات المرات؟!، بل ويستمر بلا توقف، في كل مكان في بلاد الاسلام، لكن شنقول، لا حول ولا قوة الا بالله والشكوى لله!. بيل جيتس، حقيقة أخجلتنا!.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw