علاج جديد لفيروس “سي” عن طريق الفم
يعتبر فيروس “سي” أو التهاب الكبد الوبائي أكثر أنواع العدوى المنقولة بالدم شيوعاً في العالم، حيث يقدر عدد المصابين به بين 130 و150 مليون شخص حول العالم. وقد نشرت مجلة “لانسيت” دراستين تكشفان عن نظام علاجي جديد عن طريق الفم يحسن امتصاص الدواء حتى في الحالات الأكثر صعوبة من أنواع فيروس “سي”.
اعتمدت الأبحاث على فيروس “سي1” الوراثي لتطوير العلاج التقليدي، الذي يتكون من مزيج من 3 أدوية مضادة للفيروسات هي ريبافيرين (RBV)، و(PEG)، ومثبطات الإنزيم البروتيني. لكن على الرغم من أن هذا العلاج المتبع حالياً فعّال إلى أن هناك صعوبة في متابعته لأنه يستغرق عاماً، ويتطلب تناول الحقن وحوالي 18 حبة من الدواء في اليوم، إلى جانب أنه يسبب آثاراً جانبية خطيرة مثل فقر الدم والاكتئاب.
وقد شملت الأبحاث التي قادت للدواء الجديد دراستين الأولى أشرف عليها البروفيسور الألماني مايكل ماينز من كلية هانوفر الطبية، وقام فيها بعلاج 645 مريضاً بالتهاب الكبد الوبائي الوراثي، باستخدام مضاد لفيروسات (DAA) ومضادين هما asunaprevir وdaclatasvir، وتناول المرضى الدواء عن طريق الفم لمدة 6 أشهر، وكان العلاج ناجحاً بنسبة 90 بالمائة بين من لم يسبق لهم العلاج من قبل، وبنسبة 82 بالمائة بين من سبق لهم العلاج بالطرق المعتمدة ولم ينجح.
وقال البروفيسور ماينز: “إن فعالية العلاج بـ daclatasvir وasunaprevir لمدة 24 أسبوعاً أفضل كثيراً من العلاج الثلاثي المتبع والذي تصل مدته إلى 48 أسبوعاً والذي يعتمد على تركيبة PEG/RBV”.
وفي الدراسة الثانية التي أشرف عليها البروفيسور إريك لاويتز من معهد الكبد في جامعة تكساس شمل البحث 167 مريضاً لدى بعضهم فيروس “سي” الوراثي، أو من نوع b1.
تلقى المرضى تركيبة عن طريق الفم تجمع بين sofosbuvir وsimebrevir مرة واحدة في اليوم لمدة 12 إلى 24 أسبوعاً.
وبعد 12 أسبوعاً وجد البوفيسور لاويتز وزملاؤه أن 93 بالمائة من المرضى الذين تناولوا هذه التركيبة بدون ريبافيرين لمدة 12 أسبوعاً قد تم شفاؤهم من المرض، بمن فيهم مرضى لم يستجيبوا من قبل للأدوية المتبعة.
ويعتبر البروفيسور لاويتز أن هذه النتائج واعدة بجيل جديد من العلاجات لهذا المرض.