عربي و دولي

نيويورك تايمز: مجلس الأمن أكثر فعالية في تهدئة الخواطر لا في وقف الحروب

وصف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم أمس الإثنين، كيف أبدى أعضاء مجلس الأمن الدولي تعاطفهم مع معاناة البشر، جراء نكبات ألمت بعدة مناطق في هذا العالم، لكن دون أن يحركوا ساكناً.

وكما تقول الصحيفة، عندما اجتمع أعضاء مجلس الأمن مؤخراً، غصّت الكلمات على لسان السفيرة الأميركية، سامانسا باور، وهي تتحدث عن أطفال قتلوا في حادث تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا. أما وزير الخارجية الهولندي، فقد استطاع، بالكاد، أن يكظم غيظه، وهو يراجع صور مجرمين ينتزعون خواتم زواج من أصابع ضحايا الطائرة المنكوبة. وأما رياض منصور، المندوب الفلسطيني، فقد بذل قصارى جهده للمحافظة على رباطة جأشه، وسط مراجعة طويلة لأسماء وأعمار جميع الأطفال الذين قتلوا خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة.

رد فعل دون فعل
وتمضي نيويورك تايمز في تعداد الصراعات من أوكرانيا إلى غزة، فلم تنس الحرب في سوريا، التي حركت معاناة المدنيين جراءها، مشاعر أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، رغم عجزهم على وضع حدٍ لها. وتكمن المشكلة الكبرى، لا في عدم مبالاة القوى العظمى، بل في شدة اهتمامها.

أولوية المصالح
وفي لقاء مع نيويورك تايمز، قال السفير الفرنسي السابق في الأمم المتحدة جيرارد آرورد، والذي انتهت مهمته يوم الجمعة الفائت: “انتهى الحال بالأمم المتحدة لأن تكون مسؤولة عن أزمات لم تعد تلقى اهتمام أحد. إذ ما إن تكون هناك أزمة تتعلق بمصالح قوة عظمى، حتى تسعى تلك القوة لعرقلة تدخل مجلس الأمن الدولي، أو لحشد التأييد لاتخاذ قرار ما، كما جرى عندما نجحت فرنسا في جمع القوى العظمى للموافقة على إرسال قوة حفظ سلام إلى جمهورية أفريقيا الوسطى”.

وتقول نيويورك تايمز، إن خير شاهد على ذلك، ما جرى مؤخراً عندما تلكأ مجلس الأمن في اتخاذ قرار، تبنته دول عربية، يدعو لحماية المدنيين في غزة، وذلك رغم تجاوز أعداد الضحايا ١٠٠٠ ضحية، وذلك بحجة انتظار نتائج جهود كان يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى هدنة إنسانية.

حق النقض – الفيتو
وتأتي نيويورك تايمز بمثال آخر، حول الوضع في أوكرانيا، وعجز مجلس الأمن عن إيجاد حل سياسي للأزمة، والتي تحولت إلى حرب بالوكالة بين روسيا والغرب، وفق رأي المحلل في مركز التعاون الدولي التابع لجامعة نيويورك ريتشارد جووان. وفيما يتعلق بالحرب في سوريا، أدى تأييد روسيا لنظام الرئيس بشار الأسد لعرقلة صدور 4 قرارات متتابعة من أجل تسوية الصراع هناك.

كما أدى حق الفيتو لتمكين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لرفض كل ما يهدد مصالحهم الاستراتيجية، رغم الشعارات والمبادئ السامية التي ترفعها المنظمة الدولية، وعلى رأسها مبدأ حماية المدنيين عندما تعجز دولهم عن تحقيق ذلك. وقد أيّدت فرنسا وبريطانيا، قبل سنوات، فكرة تقييد حق النقض في الحالات التي ترتكب فيها فظائع جماعية، ولاقت الفكرة دعم عدة دول صغيرة، لكن لم يتحقق شيء من هذا القبيل، جراء تجاهل الولايات المتحدة وروسيا والصين للفكرة جملة وتفصيلاً.

تذكير بالمسؤوليات الإنسانية
تشير نيويورك تايمز إلى انتقادات شديدة وجهت، خلال الأسبوع الماضي، للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بشأن مسؤولياتها في وضع حدٍ للنزاعات في العالم. فقد قال مندوب البرازيل في الأمم المتحدة، جيلهيرم دي أجيور باتريوتا، في جلسة عامة عقدت قبل أيام: “لا يمكن تجاهل مسؤولية مجلس الأمن في حماية المدنيين، عند التطرق لحرب غزة ووجوب حماية الفلسطينيين”.

ومرة ثانية قال جووان: “أثبت مجلس الأمن، خلال الأشهر الماضية، أنه أكثر فعالية في تهدئة الخواطر، لا في وقف الحروب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.