اسرائيل: انهاء الهدنة بدعوى حدوث “تطورات أمنية خطيرة”

  اعلنت اسرائيل رسميا ظهر اليوم انهاء “هدنة انسانية” دعت اليها منظمة الامم المتحدة ووزير الخارجية الامريكي جون كيري بعدما كان من المفترض ان تستمر ثلاثة ايام .

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي القول إن الأخير قرر انهاء الهدنة بدعوى حدوث “تطورات امنية خطيرة وعمل قاس جدا” نفذه نشطاء فلسطينيون تسللوا من قطاع غزة نحو جنوب اسرائيل عبر نفق قبل ان يخوضوا اشتباكات عنيفة مع جنود اسرائيليين .

وأشارت وسائل اعلام اسرائيلية إلى أن عملية التسلل نفذت بمحيط معبر (كرم ابو سالم) التجاري “بعد سريان التهدئة” وهو الامر الذي نفت توقيته حركة حماس.

وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة في بيان ان نشطاءها نفذوا صباح اليوم “قبل الدخول في التهدئة بساعة ونصف” عملية تسلل نوعية استهدفت منزلا تحصنت به قوات خاصة اسرائيلية شرق مدينة رفح.

وأوضحت الكتائب ان مقاتليها نفذوا عملية تسلل خلف القوات الاسرائيلية المتوغلة بمنطقة (أبو الروس) شرق رفح واستهدفوا منزلا تحصنت به قوات خاصة بقذيفة (تاندم) مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية قصفت على أثر ذلك محيط المكان قبل أن تسحب آلياتها منه.

من جهتها نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي القول إن خمسة جنود قتلوا في الاشتباكات التي دارت مع المقاتلين الفلسطينيين في محيط معبر (كرم ابو سالم).

واعترف المتحدث بنجاح المقاتلين الفلسطينيين في اسر جندي اسرائيلي واقتياده عبر الانفاق الى قطاع غزة.

واشارت الى ان الحكومة الاسرائيلية قررت بعد “هذه العملية الخطيرة” ابلاغ مبعوث الامم المتحدة لمنظمة الشرق الاوسط روبرت سيري بإلغاء التهدئة مع الفلسطينيين .

وقام الجيش الاسرائيلي في أعقاب ذلك بقصف المناطق الشرقية في مدينة رفح على نحو مكثف وعنيف باستخدام المدفعية والغارات الجوية ما أدى في حصيلة اولية إلى مقتل نحو 50 شخصا بينهم عدد كبير من النساء والاطفال بالإضافة إلى اصابة المئات بجراح كثير منها بالغة الخطورة.

كما أطلقت المدفعة الإسرائيلية ظهر اليوم عددا من القذائف نحو البوابة الرئيسية لمستشفى الشهيد ابو يوسف النجار في رفح الذي تجمع به مئات المواطنين ما تسبب في اصابة ومقتل عدد منهم .

كما تعرضت احياء عدة في المدينة لعمليات عسكرية ما اوقع مزيدا من الضحايا الذين نقلتهم سيارات الاسعاف الى المستشفى الكويتي في غرب رفح.

وطال القصف كذلك مبنى الهلال الاحمر الفلسطيني في رفح ما أدى إلى وقوع ضحايا بالإضافة إلى الحاق أضرار مادية بالمبنى.

وعلى الصعيد الميداني أيضا ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن 14 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب عشرات اخرون في قصف مدفعي وجوي اسرائيلي تواصل حتى قبل سريان الهدنة الانسانية التي اعلنت عنها الامم المتحدة.

وذكرت المصادر في تصريحات صحفية أن القوات الإسرائيلية ارتكبت فجر اليوم وقبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ مجزرة في مدينة خان يونس ذهب ضحيتها ثمانية اشخاص من عائلة واحدة.

وأوضحت ان إسرائيل شنت غارة جوية عنيفة على منزل في خان يونس ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة بينهم ثلاثة اطفال وثلاث سيدات واصابة عشرة اخرين بينهم اطفال ونساء حوامل.

كما أشارت المصادر إلى مقتل ستة اشخاص في قصف مدفعي اسرائيلي عنيف استهدف بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس فيما أصيب العشرات بجروح في قصف مدفعي متفرق طال شرقي مدينة غزة وبلدة جباليا في شمال القطاع.

وبعد دخول الهدنة التي لم تستمر كثيرا شرعت طواقم الاسعاف والدفاع المدني في البحث عن جثث ضحايا مضت ايام طويلة على اختفائهم اسفل منازل مدمرة في مختلف انحاء قطاع غزة.

وذكرت مصادر فلسطينية في تصريحات صحفية أن الطواقم تمكنت من انتشال جثامين 25 شخصا سقطوا خلال الاسبوعين الاخيرين في بلدة خزاعة شرق خان يونس مشيرة إلى أن البعض منهم وجد في اكوام متحللة بعد اطلاق الجنود الإسرائيليين النار نحوهم.

كما انتشلت الطواقم جثماني قتيلين في مدينة رفح من تحت ركام منزلهما الذي قصف فجر اليوم اضافة الى انتشال جثماني شخصين آخرين في حي الشجاعية بغزة.

وانتشلت كذلك جثامين اربعة اشخاص اخرين في شمال القطاع وحي الزيتون بمدينة غزة وبلدة المغراقة جنوب المدينة.