عربي و دولي

مصر.. جدل حول قائمة سوداء لرجال أعمال لم يتبرعوا لصندوق “تحيا مصر”

أثار قيام عدد من شباب القوى الثورية والسياسية أبرزها (شباب جبهة الإنقاذ، وتكتل القوى الثورية، وحزبي الكرامة والمصريين الأحرار)، بتدشين حملة للكشف عن القائمة السوداء لرجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق “تحيا مصر” الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حالة من الجدل في مصر، ما بين مؤيد للفكرة باعتبارها وسيلة للضغط على المستثمرين للتبرع لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الراهنة، وبين معارض لها كونها غير مقبولة وتعد بمثابة تشهير برجال الأعمال.

ودعا بعض الحركات الشبابية لوضع قائمة سوداء وخطة لفضح رجال الأعمال في حالة عدم تبرعهم للصندوق، ومن هذه الأساليب عمل صفحات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء تضم القائمة السوداء، ونشر أسماء رجال الأعمال الذين لم يتبرعوا للصندوق على أوراق سيتم توزيعها على المواطنين، وإرسال رسائل عبر الهواتف المحمولة للمواطنين بالأسماء التي امتنعت عن التبرع.

وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية تامر القاضي، إن رجال الأعمال أخذوا من مصر أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك ملايين الأموال، وحصلوا عليها بطرق غير مشروعة إضافة إلى أنه كانت هناك تشريعات تحميهم، على حد قوله.

رد الجميل
وأضاف القاضي في تصريحات خاصة لـ24 أن مصر تحتاج لرد الجميل بعد وقوعها في أزمة اقتصادية كبيرة ورطها الإخوان وفلول الحزب الوطني في حدوثها، إلا أن الفرصة ما زالت متاحة أمام رجال الأعمال للتبرع لصندوق “تحيا مصر” والتطهر من خطاياهم السابقة. 

وأشار إلى أن رجال الأعمال في النظامين البائدين أمامهم فرصة ذهبية لغسيل أموالهم في صندوق “تحيا مصر” والمساهمة في إعادة بناء الدولة في وضع تحتاج فيه البلاد إلى أن يمد كل رجل أعمال يد العون لوطنه.

ولفت إلى أن مصر يجب أن تسترد الأموال المنهوبة التي تحصَل عليها رجال الأعمال بطرق غير مشروعة وإعادة توظيفها في الصندوق الوطني بجانب وضع قائمة سوداء تضم ثروات رجال الأعمال ورفع قضايا ضدهم حال عدم تبرعهم للصندوق.

هدف تطوعي
بدوره، قال أمين سر شباب جبهة الإنقاذ عمر الجندي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا لتدشين صندوق “تحيا مصر” لدعم الاقتصاد المصري، وبدأ بنفسه وتبرع بجزء كبير من ثروته وراتبه للظروف الدقيقة التي تمر بها مصر مما يمثل تشجيعاً لرجال الأعمال للاحتذاء به والسير على نهجه في التبرع لمصر. 

وأضاف الجندي في تصريحات خاصة لـ24 أن رجال أعمال وطنيين لبوا دعوة الرئيس، إضافة إلى أن هناك من لم يلبوا الدعوة، مما شجع على تدشين قائمتين، إحداهما بأسماء رجال الأعمال المتبرعين، والقائمة الأخرى سوداء بأسماء رجال الأعمال المتخاذلين عن التبرع لصندوق “تحيا مصر”. 

وأشار إلى أن الحملة هدفها تطوعي لحث رجال الأعمال للتبرع من أجل دعم الاقتصاد المصري، لافتاً أن هناك مؤتمراً صحفياً خلال الأيام المقبلة للحملة؛ للاستمرار في حث رجال الأعمال على التبرع وذلك بالإعلان عن أسماء رجال الأعمال المتبرعين لصندوق “تحيا مصر”. 

نتائج سلبية
إلا أن رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان الدكتور محرم هلال، رأى أن دعوة بعض الحركات الثورية والشبابية لإنشاء قائمة سوداء لفضح رجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق “تحيا مصر” غير مقبولة وتعد تشهيراً، موضحاً أن ما سيؤخذ من رجال الأعمال بسيف الحياء فهو حرام وباطل – على حد قوله.

وأضاف هلال في تصريحات صحفية أن إعداد الحركات الشبابية خطة لفضح رجال الأعمال في حالة عدم تبرعهم للصندوق كوسيلة ضغط سيكون لها تأثيرات سلبية غير محسوبة العواقب، لافتاً إلى أن إجبار رجال الأعمال سيؤدي إلى امتناعهم -تماماً- عن التبرع لدعم مصر، مشدداً على أهمية أن يدرك الشعب المصري أنه ليس جميع رجال الأعمال فاسدين أو حصلوا على أراضٍ وممتلكات أو شاركوا في الفساد الذي أغرق فيه نظام «مبارك» مصر، حيث إن هناك رجال أعمال وطنيين وشرفاء يسعون لرفعة وطنهم وزيادة الاستثمارات وتشغيل الأيدي العاملة.

واقترح هلال أنه من لم يتمكن من رجال الأعمال من التبرع النقدي لصندوق “تحيا مصر” فعليه أن يقوم بتشغيل 10 شباب أو أكثر كمساهمة في حل مشكلات البطالة والحد من الفقر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.