عملاء الجيل الرابع!
لسنا بحاجة الى جيوش نظامية عابرة للقارات توقظ الروح الوطنية ..ثم يعود الينا ابناؤنا جثثا …كما حدث فى افغانستان…ولكن لابد من ايجاد عملاء لنا من داخل الوطن المطلوب اثارة الفوضى فيه .. يقومون بمهمة الجنود ..ونحتاج بالوقت نفسه الى آلة اعلامية تزيف للناس الحقائق، والى اموال ننفق منها عليها.
هذا ملخص فلسفة الجيل الرابع من الحروب كما كتبها برنارد لويس ..ووردت على لسان احد الشيوخ ومؤسسي تنظيم الجهاد السابقين، والخبير بشؤون الجماعات الاسلامية في لقاء تلفزيوني اخيرا.
هؤلاء العملاء الذين قلبوا عالمنا العربي رأسا على عقب وجعلوا القاتل والمقتول عربيا مسلما وعربيا مسيحيا.. المسلم يقتل اخوه المسلم ويمثل بجثته ويعلق رأسه على اعمدة الانارة واسوار البيوت لمجرد انه ليس من طائفته او مذهبه .. ويشرد ويهجر ويقتل اخوه العربي المسيحي لمجرد انه ليس من دينه…هؤلاء هم العملاء المسلمون انفسهم من اهل الوطن نفسه الذين تحدث عنهم برنارد لويس.
وهم من يقومون بدور المستعمر الغربي الذى كان يسيطر على ارضنا في حقبة الاستعمار..ينهب خيراتها ويسيطر على اهلها …ولكنه لم يدمر يوما من الايام ..بل ساهم في التعمير بشكل لا يمكن ان ننكره ابدا …وساهم في تقدم حياتنا وتطوير مجتمعاتنا.
جماعات داعش التي تطشر الدماء في كل مكان تصله وتنصب الرؤس المفصولة عن الاجساد على اطراف السهام التي زينت الاسوار ..في منظر بشع وقاس .. لم نعرف مثله سوى ما قرأناه عن جرائم المغول.
هذه الجماعة وغيرها في دولنا العربية التي اثارت الفوضى ودمرت البلاد …هم العملاء ابطال الجيل الرابع من الحروب.. وهم الذين ينفذون للغرب ما يريدون فيشتتوننا ويقتلوننا ويحرقوننا ويمثلون بجثثنا، وينصبون رؤوسنا على الاسوار ..هذه الفئة هي التي لم تتجرأ على فصل جسد العدو الحقيقي عن رأسه …ولم تقتله او تحرق جثته.
حاولت جاهدة ان اعثر على رأس اجنبي اميركي او اسرائيلي بين الرؤوس العربية التي صفت على سور احد المباني ..ولم اوفق، وكأن قتال هذه الفئة حرم ضد الاجنبي او العدو الاصلي الذي غرست فينا كتب التاريخ وابيات الشعر.. كرههم في نفوسنا منذ نعومة اظافرنا.
مصالح الوطن عند هذه الجماعات لو تعارضت مع تطبيق الشريعة…فلا وجود ولا اعتراف بها …بمعنى ان تطبيق الشريعة…واي شريعة …شريعة داعش التي تقوم على الجلد والقتل والسلب والنهب والحرق والتهجير لاجبار حتى المسلمين انفسهم على اتباع شريعتهم هم وكما يعرفون منها الاسلام وكما يعتقدون انه الاسلام الحقيقي ..هي الاولى.. ولا مصلحة للوطن بأي شكل من الاشكال.
لذلك فاذا سقطت الاوطان وانهارت فهذا عندهم المراد ولا شيء غيره …لان الوطن لا يعني لهم شيئا ابدا…
اصرخ مرة ثانية وعاشرة وللمرة الالف …اين انتم يا رجال الدين ويا شيوخ الدين …اين انتم مما يحصل باسم الاسلام …الشيخ المذكور والنشمي و…وغيركم…. اين وسطية الاسلام وتسامحه ..اين صوتكم الذي غاب في احلك الظروف واشدها …انطقوا…انتم مع او ضد ما يحصل على يد داعش والجماعات التي تنتهج الاسلوب نفسه…باسم الاسلام.
اقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com
“القبس”