عربي و دولي

داعش ستسقط والفائز هو طهران “مقال بالنيورك تايمز”

ستيفن سايمون .. مدير وحدة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بمجلس الامن القومي الامريكي بين عامي2011 و2012

ملخص المقاله

ان ماتقوم به داعش من هجوم انتحاري بالعراق يشبه اندفاع طياري الكاميكازي

اليابانيين حيث ان السؤال المهم اللذي يجب ان يطرح ماذا بعد السيطرة على المناطق السنيه بالعراق؟ بل لنفترض ابعد من ذلك ونقول ان داعش سوف يسيطر على بغداد ..هل يستطيع تسيير بلد اغلبه شيعه ؟

الحاضنه السنيه بالعراق لا تتجاوز ال 25 بالمئه وهو رقم صغير ولا يضمن الاستمراريه والنجاح لداعش وان احتلت بغداد !
بل ان الحاضنه السنيه ببغداد نفسها لا توفر عمقا استراتيجيا تحتاجه داعش للنجاح بحرب الشوارع التي ستقع ببغداد ان نجحت بدخولها مما يجعل العمليه برمتها انتحاريه! اذ سيرد الشيعه بقوة..

ما يتجاوز النقطة السابقه اهميه هو ان الوضع الجديد سيشحذ الجيش العراقي دراماتيكيا ..حيث سينقله من جيش فوضوي غير متجانس الى جيش عقائدي موحد ذو قيادة متناغمه ولا شك ان هذا سيكون مكسب كبير للشيعه
وهذا بالضبط ماحدث مع الجيش السوري حيث ببدايه الثورة عام 2011 نجحت التنظيمات المسلحه باغتيال قيادات الجيش السوري واخذت مساحات واسعه من الارض السوريه لكن ماذا كانت النتيجه على مستوى الجيش السوري القتالي …برزت قيادات شابه جديدة وزادت قوة النيران بشكل كبير بالاضافه للاداء الميداني ..كل هذا تم تحت اشراف عسكري ايراني…لذا فان من المتوقع ان يحدث اضعاف ذلك مع الجيش العراقي لوجود عوامل مساعدة اكثر واكبر.

سياسيا سيكون المالكي محررا من قيود مجاملة السنة بالمناصب القيادية والوزاريه مما سيعزز من قبضة ايران اكثر وسيجعل دول الخليج في حرج من دعم المسلحين بالعراق خشية خروج الامور عن السيطرة
سيكون المالكي كسابقه بشار في وضع الاعتماد المطلق على ايران خصوصا من ناحيه الدعم الاستراتيجي والعملياتي
وهذا يجعل العراق وسوريا مربوطين تماما بايران وهو لا شك مكسب ضخم لطهران

الخطأ الغير محسوب اللذي وقع به داعش هو انه هاجم بلدا لديه اصدقاء اقوياء وهم للغرابه ايرران وامريكا وكلاهما لديه مصالح حقيقه يقاتل لاجلها بالعراق

نتيجه لزيادة النفوذ الايراني جراء الازمه ستكون امريكا اكثر من اي وقت مضى بحاجه لايران وهو مايستبعد احتمال مهاجمتها اكثر من ذي قبل وبنفس الوقت يشكل قرب طهران وواشطن توترا لعلاقات واشنطن مع دول الخليج
لذا فان الفائز بالنهاية من ازمة داعش سيكون ليس امريكا ولا اسرائيل ولا المالكي ..بل طهران!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.