إسرائيل تخرق هدنة الساعات السبع وتصف انسحابها بـ “إعادة الانتشار”
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: “إن الغارة على منزل في مخيم الشاطئ وقعت بعد الموعد المقرر لبدء الهدنة صباح اليوم”.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنها تتحرى صحة هذه التقارير.
وأعلنت إسرائيل هدنة مؤقتة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والسماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب الدائرة منذ نحو أربعة أسابيع بالعودة إلى ديارهم.
وقوبل هذا الإعلان الذي قدم في البداية لوسائل الإعلام الفلسطينية بتشكك من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجاء بعد انتقاد قوي غير معتاد من واشنطن لقصف إسرائيلي على ما يبدو لمدرسة تديرها الأمم المتحدة أمس الأحد أسفر عن سقوط عشرة ضحايا.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن هذه الهدنة التي تبدأ في الساعة العاشرة صباحاً وحتى الخامسة مساء بالتوقيت المحلي لن تسري على مناطق في مدينة رفح بجنوب غزة كثفت فيها القوات البرية الإسرائيلية هجماتها بعد مقتل ثلاثة جنود في كمين نصبته حماس هناك يوم الجمعة.
وقال المسؤول “إذا خرقت الهدنة فسيرد الجيش على إطلاق النار خلال فترة الهدنة المعلنة”.
وصرح المسؤول بأن شرق رفح هي منطقة الحضر الوحيدة التي ما زالت تتواجد فيها قوات ودبابات إسرائيلية بعد الانسحاب أو إعادة الانتشار قرب حدود غزة مع إسرائيل في مطلع الأسبوع.
الهدف من التهدئة
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إن هدف إسرائيل هو “المساعدة في الإغاثة الإنسانية” لسكان غزة.
وأضاف في تصريحات لشبكة (سي.إن.إن) الأمريكية “للأسف فهمت أن حماس رفضت علناً وقف إطلاق النار وهذا سيكون ثامن وقف لإطلاق النار ترفضه حماس”.
ورأت حماس خدعة محتملة في إعلان الهدنة الإنسانية.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري “إن التهدئة التي أعلنتها إسرائيل من جانب واحد تهدف إلى صرف الاهتمام عن المذابح الإسرائيلية”.
وأضاف “إن حماس لا تثق في مثل هذه التهدئة وتحث الشعب الفلسطيني على توخي الحذر”.
وبدأت إسرائيل تقلص هجومها في ظل عدم وجود اتفاق لفك الارتباط مع حماس. وتقول إن جيشها على وشك الانتهاء من هدفه الرئيسي وهو تدمير الأنفاق من غزة وهو مستعد لاستئناف الهجمات رداً على أي هجمات يشنها الفلسطينيون في المستقبل.
وقال كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين إن القوات الإسرائيلية نشرت على جانبي حدود غزة.
وقال البريجادير جنرال موتي ألموز لراديو الجيش الإسرائيلي “إعادة الانتشار تجعلنا نتعامل مع الأنفاق وتوفر دفاعاً (للمجتمعات الإسرائيلية القريبة) وتجعل القوات تستعد لمزيد من الأنشطة. لا توجد نهاية هنا ربما هي مرحلة انتقالية”.
وفي غارة قبل الفجر قتلت إسرائيل قيادياً كبيراً في حركة الجهاد الإسلامي التي تقاتل إلى جانب حماس. وعرفته الجهاد الإسلامي بأنه القيادي دانيال منصور قائد القيادة الشمالية وذكرت أنه قتل خلال قصف لمنزل في جباليا. وأكد ألموز أن القوات الاسرائيلية ضربته.
وشنت إسرائيل هجومها في الثامن من يوليو (تموز) بعد تصعيد في إطلاق حماس للصواريخ.
وصعدت هذا الهجوم من قصف جوي وبحري إلى توغل بري تركز على الحدود الشرقية لغزة والمليئة بالأنفاق ولكنها توغلت أيضاً في بلدات كثيفة السكان.
ويقول مسؤولون في غزة إن 1797 فلسطينياً معظمهم من المدنيين استشهدوا كما شرد أكثر من ربع سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، ودمر نحو ثلاثة آلاف منزل أو لحقت به أضرار.
ولجأ كثير من النازحين إلى منشآت تديرها الأمم المتحدة بما في ذلك مدرسة برفح قتل فيها عشرة أشخاص أمس الأحد خلال ما وصفه مسؤولو غزة بغارة جوية إسرائيلية.
وقالت إسرائيل إنها تحقق في الحادث وإنه ربما يكون مرتبطاً بمحاولة من جانب الجيش لقتل مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي أثناء مرورهم بسيارة في مكان قريب.
الانتقادات الدولية على إسرائيل
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم بأنه “عار أخلاقي وعمل إجرامي” ودعا الى محاسبة المسؤولين عن “الانتهاك الجسيم للقانون الإنساني الدولي”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي في بيان إن الولايات المتحدة “هالها القصف المشين اليوم” وحثت إسرائيل حليفتها في الشرق الأوسط على بذل المزيد لتجنب إيذاء المدنيين. ودعت أيضاً إلى تحقيق في هجمات أخرى مماثلة على مدارس تابعة للأمم المتحدة في غزة.
وتقول إسرائيل انها تبذل كل جهد لتفادي سقوط قتلى مدنيين وإن حماس هي السبب في هذا لأنها تطلق الصواريخ من مناطق مدنية مزدحمة وتجعل المسلحين يتمركزون فيها.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان اليوم الإثنين إن “حماس لديها مصلحة في معاناة سكان غزة معتقدة أن العالم سيلوم إسرائيل على معاناتهم”. وأضاف إن إسرائيل تسمح لشحنات المساعدات الخارجية بالدخول إلى القطاع.
وقال البيان إن حماس أججت الأزمة الإنسانية بتحويل منشآت الأمم المتحدة إلى “نقاط إرهابية”. وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) في غزة إنها عثرت على صواريخ في ثلاث من مدارسها.
وقتل 64 جندياً إسرائيلياً في الاشتباكات بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين في صواريخ أطلقها الفلسطينيون عبر الحدود.
وتعرضت جهود الوساطة المصرية للتوصل الى هدنة تدعمها الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتشارك فيها أيضاً قطر وتركيا والرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب لتعقيدات بسبب الشروط التي تضعها إسرائيل وحماس.
وتطالب إسرائيل بتدمير الأنفاق وتجريد حماس من مخزوناتها من الصواريخ وترفض الحركة الإسلامية ذلك وتطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي والتدابير الأمنية المشددة التي تفرضها مصر على حدود غزة والتي ترى في الإسلاميين الفلسطينيين خطراً.
وطالبت الوفود الفلسطينية (التي وصلت إلى القاهرة أمس الأحد للمشاركة في مفاوضات التهدئة) إسرائيل بالانسحاب من غزة وتسهيل عملية إعادة إعمار القطاع المدمر وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
ولم تبد إسرائيل الكثير من الرغبة في استئناف المفاوضات بعد اتهامها حماس بخرق هدنة يوم الجمعة بنصب كمين في رفح وهو اتهام كررته الولايات المتحدة والأمم المتحدة ونفته حماس.