غارديان: في غزة أمل كبير بالحياة رغم الدمار والألم
يقول مراسل الصحيفة إنه أمضى أسبوعاً في غزة، وسط دفقٍ من الموتى والجرحى المدنيين تحملهم عربات، وأشخاص مهتاجون، وليالٍ كالحة السواد في مدينة تتعرض للقصف، لكنه توصل إلى نتيجة لم يكن يتوقعها، ألا وهي: الحياة أقوى من كل شيء في غزة.
آمال لا تنضب
تقول غارديان إن مراسلها شهد كيف يقاوم الغزيون آثار الحرب، ويعملون، لو توفرت لهم الموارد اللازمة، وسبل التواصل مع العالم الخارجي، على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي. ومن خلال رمل غزة الناعم، وبحرها وسمائها الزرقاوين، يمكن أن تغدو غزة وجهة سياحية. فهناك يعيش عدد كبير من الحرفيين المهرة والأكفاء، لكن، للأسف الشديد، أكثر هؤلاء خبرة هم الجراحون، الذين يعملون ليل نهار على إنقاذ حيوات مصابين، مزقت أجسادهم شظايا القنابل الإسرائيلية.
وفي نفس الوقت، يسعى العاملون في فنادق غزة المهجورة على إعداد القهوة بواسطة معدات بسيطة، وفي حين يتواصل القتال، تسنح فترات هدوء عشوائية، الفرصة للصيادين للبحث عن رزقهم في مياه غزة، دون أن يتمكنوا من الإبحار بقواربهم لمسافة تزيد عن ١٥ متراً عن الشاطئ.
عالم من الطوابير
تقول غارديان إن الحياة الطبيعية داخل القطاع، أصبحت مستحيلة، حتى بالنسبة لمن لديهم مالاً وأصدقاء في الغرب. هناك يصطف الناس في طوابير طويلة من أجل الحصول على الماء، ولكن محطات الوقود باتت فارغة. كما أن انقطاع خدمات الإنترنت المتكرر، يشكل إزعاجاً إضافياً، وخاصة بالنسبة للفتية المتمدنين. ومن أكبر مخاوف المتضررين من تهدم بيوتهم وتشردهم، هو خشيتهم من ضياع تحويشة العمر، وخاصة أن معظم سكان غزة يحفظون مدخراتهم على شكل قطع ومشغولات ذهبية.
غزة الصامدة بسكانها
يقول مراسل غارديان إن غزة صامدة بفضل صمود شعبها. فمنذ أن سيطرت حماس على القطاع في عام ٢٠٠٧، تعرض القطاع لعدة هجمات عسكرية إسرائيلية. ولأن حركة حماس عجزت عن إعادة بناء ما هدمته إسرائيل عند غزوها القطاع في عامي ٢٠٠٨ و ٢٠٠٩، فإنها بنت أنفاقاً، لا أحد يعلم مداها، وحيث يخزن فيها الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، صواريخه وعتاده العسكري. كما تستخدم الأنفاق لجلب المؤن الأساسية التي حرم منها القطاع منذ أن فرض الحصار قبل سبع سنوات.
يقول مراسل الصحيفة إنه عندما تنتهي هذه الحرب، لن يتغير شيء في غزة ما لم يرفع الحصار والحواجز التي تعزل القطاع عن العالم، وخاصة أنه لم يعد بالإمكان العيش في مناطق عمرانية، بسبب تدمير قرابة ٤٠٪ من المناطق السكنية.