5 عوامل رئيسة وراء التقدم “الكاسح” لداعش في العراق
رغم العدد المحدود لمقاتليه، تمكن تنظيم الدولة الإسلامية(داعش سابقاً) من توسيع سيطرته في شمال العراق، ويرى المحللون أن 5 عوامل رئيسة تقف وراء التقدم السريع والكاسح لهذا التنظيم المتطرف، بحسب ما أوردت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، اليوم السبت.
ففي غضون الشهرين الماضيين، سيطر مسلحو داعش على مناطق واسعة في شمال العراق، كما تمكنوا خلال الأسبوع الماضي من توسيع نفوذهم في عدة مناطق كانت خاضعة لسيطرة البشمركة الكردية، في محافظة نينوى، شمال العراق.
ويورد المحللون العوامل الرئيسية لتقدم داعش كالتالي:
أولاً: الأسلحة التي استولوا عليها أخيراً
استولى تنظيم داعش على عربات مدرعة وآليات من طراز همفي، وصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى، كغنائم خلال الهجمات التي نفذها.
وتعد غالبية هذه المعدات أمريكية الصنع، خصوصاً تلك التي تركها الجيش العراقي منذ بداية المواجهات، وتحولت إلى قدرات عسكرية بيد داعش.
وأفاد المسؤول في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن، أنتوني كوردسمان: “لقد حصلوا على معدات كبيرة هم في أشد الحاجة إليها”.
ثانياً: التجربة السورية
فإذا كان التنظيم تأسس في العراق، تحت اسم مختلف عام 2004، إلا أنه تورط في النزاع السوري ليصبح ما هو عليه الآن.
وترى مجموعة “صوفان” الأمريكية المختصة في شؤون الاستخبارات، أن المعارك في سوريا “وفرت فرصة تدريب لداعش”.
وخاض التنظيم، الموجود منذ عام 2013 في سوريا، معارك ضد النظام السوري والمعارضة على حد سواء، وذاع صيته باعتباره المجموعة الأكثر دموية، مع مقاتليه الذين لا يهابون الموت أثناء الاشتباكات.
ثالثاً: اختيار المعارك بشكل جيد
في هذا الإطار، فضل تنظيم داعش اختيار مناطق سنية لخوض المعارك بهدف الحصول على دعم، وبنى تحتية استراتيجية وأماكن يصعب الدفاع عنها، متجنباً بالتالي الخسائر، وليتمكن من الحفاظ على زخم انطلاقته ووحدته الداخلية.
ويقول المسؤول في مجموعة “إيه كي آي”، جون دريك، إن مسلحي التنظيم “قطعوا مسافات كبيرة خلال الأيام الماضية، لكن هذه المناطق قليلة السكان كما أنهم لم يواجهوا مقاومة تذكر”.
من جهته، يرى الخبير في معهد واشنطن، مايكل نايتس، أن لدى داعش “موهبة في إخافة أعدائها الذين هم ضعفاء أصلاً”.
رابعاً: الدعاية المؤثرة
في هذا السياق، يحرص داعش على أن تسبقه سمعته الوحشية القاسية إلى كل مكان يتوجه إليه، الأمر الذي سمح له بالاستيلاء على مدن كاملة دون أي مقاومة تذكر.
وباستخدامه شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، تمكن التنظيم من بث صور مشاهد وجثث الأعداء مقطوعة الرؤوس.
ووفقاً للمسؤول في مجموعة “صوفان” باتريك سكينر، فإن التنظيم يبث صوراً “وحشية تفوق احتمال البشر”.
ففي سنجار، شمال غربي العراق، دب الذعر في صفوف المدنيين وفروا من مناطقهم، عندما أعلن التنظيم أنه على وشك دخول بلدتهم الأحد الماضي.
ويرى جون دريك أن “استخدام التخويف أسلوب مهم بالنسبة لداعش”، موضحاً أنه “سواءً استخدموا الأسلحة التي استولوا عليها أم لا، فإنهم يستغلون تصويرها للدعاية”.
خامساً: معارضة ضعيفة
ويرى المحللون أن ما يمنح القوة لمسلحي داعش بالدرجة الأولى هو ضعف المعارضين.
حيث يقول أنتوني كوردسمان إن “البشمركة جيدة إلى درجة ما، مقارنة مع القوات العراقية الأخرى، لكنها في الحقيقة محدودة القوة في سلاح المشاة، فمن خاض الحروب ضد صدام حسين لم يعد موجوداً”، كما يعاني إقليم كردستان حالياً مشاكل مالية.
أما الجيش العراقي، فإنه لم ينجح في إعادة جمع قواته بعد الانسحاب المهين، بداية هجمات الجهاديين في الموصل في 9 يونيو (حزيران) الماضي، كما أنه لا يحقق نجاحات حقيقية.
وأشارت مجموعة “صوفان” إلى أن تنظيم داعش كشف عن “ثغرات مؤلمة لدى معارضيه، بدءاً من المشهد المؤسف فعلاً للجيش العراقي”.