ملك الأردن: لابد من حماية الأقليات بالمنطقة
أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أن الإسلام بريء جملة وتفصيلا من الاضطهاد الذي تشهده المجتمعات المسيحية في الموصل بالعراق، كما شدد على ضرورة حماية جميع الطوائف الدينية ذات الوجود التاريخي والأصيل في منطقتنا.
وحذر الملك عبدالله، في حوار خاص مع صحيفة “الغد” الأردنية، من خطورة استغلال الدين لأغراض سياسية، وضرورة نبذ خطاب العنف الطائفي والفرقة المذهبية.
وقال العاهل الأردني: “العراق كان وسيبقى السند لنا، كما سنبقى السند له عبر التاريخ. والعراق في أمسّ الحاجة اليوم إلى عملية سياسية وطنية جامعة تشارك فيها كل الأطياف والمكونات دون استثناء لأي طرف”.
وأشار إلى أن هناك مسؤولية تاريخية على عاتق الحكومة العراقية القادمة، أياً كان رئيسها، وهي ضرورة انتهاج سياسات عادلة تُشرِك الجميع في السلطة وفي بناء الدولة، وترسخ شعور جميع العراقيين بأنهم شركاء حقيقيون في صناعة مستقبل العراق.
حرب غزة
وعن حرب غزة، قال العاهل الأردني إن إسرائيل تتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية العدوان على قطاع غزة، ويتحمل العالم بأسره مسؤولية إنهاء الاحتلال، وهو الأخير من نوعه في التاريخ المعاصر.
وشدد على أن ما حدث ويحدث في غزة هو صرخة فلسطينية للعالم أجمع بأن أوقفوا الاحتلال والدمار والقتل بحق شعب ينشد الحرية والأمن والعيش بكرامة.
ودعا المجتمع الدولي لمساءلة إسرائيل عمّا ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين في غزة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني، خصوصا أهلنا في غزة، هو صاحب الحق الأول والأخير في مراجعة ما يجرى والحكم عليه.
الأزمة السورية
وتحدث عن الأزمة السورية وتداعياتها على الأردن والمنطقة، قائلا: “لا يوجد حل سريع أو فوري أو عسكري للأزمة السورية، وتنامي التطرف يزيد من تعقيد المشهد. والتطورات التي نشهدها هي وصفة للدمار ولتسريع تصدير الأزمة من سورية إلى الجوار”.
وأضاف: “الحل الوحيد المتاح هو الحل السياسي بين المعارضة الوطنية المعتدلة والنظام”، محذرا من أن غياب الحل السياسي واستمرار الجمود، فإن سوريا تتسارع نحو سيناريو الدولة الفاشلة.
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، قال “نحن مستمرون في دورنا القومي والإنساني ولن نتوانى عنه، لكن لن يتردد الأردن للحظة في اتخاذ أي من الإجراءات الضرورية في حال تهديد أمنه أو استقراره”.
وعلى الصعيد المحلي، أوضح الملك عبدالله ردا على سؤال بشأن الأزمات التي تواجه الأردن: “مرّت علينا ظروف أصعب من التي نواجهها اليوم، فالأردن أقوى بكثير مما يعتقده البعض، وأنا مطمئن على استقرار الأردن ومَنعَته، وقدرتنا على تحويل التحديات إلى فرص”.
وأضاف الملك: “حريصون على بناء أعلى درجات التوافق الوطني إزاء المفاصل الرئيسية، خاصة الإصلاحية منها. ولكن، من الضروري أن يتم ذلك عبر أدوات المواطنة الفاعلة والنقاش العام وضمن المؤسسات الدستورية ممثلة بمجلس الأمة وعلاقته بالحكومة”.