الحمى القلاعية في الجزائر تنتشر
تشهد الجزائر حالة من الخوف والرعب بين المواطنين من إمكانية انتقال مرض الحمى القلاعية المنتشر في البلاد من الحيوان إلى الإنسان رغم تطمينات الحكومة باستحالة الأمر، في وقت تقر فيه الحكومة عجزها محاصرة المرض الذي يواصل زحفه متسببا في نفوق مئات الأبقار في 19 ولاية جزائرية.
حالة الخوف التي أصابت المواطنين جعلت الإقبال على اللحوم الحمراء أمراً نادرا في الجزائر الآن، رغم انخفاض أسعارها على غير العادة لتصل في بعض المناطق الى 400 دج بعدما كانت قد تجاوزت 16000 دج.
ويعيش المواطنون هنا حالة رعبٍ مضاعفة بعد انتشار شائعات عن إمكانيةِ انتقال العدوى من الحيوانِ إلى الانسان، ولكن الجهات الرسمية نفت إمكانية حدوث الأمر إذ قال وزير الفلاحة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية “هل تظنون أننا نسعى لتسويق لحوم غير صالحة للمواطن؟ يجب عدم الإنصات لمثل تلك الإشاعات والكلام غير المسؤول”، مشددا على أنه طبيا من غير الممكن انتقال العدوى.
ولكن يبدو أن تخوف المواطنين لايزال مستمرا خاصة وأن الجهات المعنية تعجز عن محاصرة العدوى في مناطق محددة، إذ يواصل المرض زحفَه من ولايةٍ الى أخرى لينتشر في أكثر من 19 ولاية جزائرية حسب آخر حصيلة ما أدى الى نفوقَ 900 رأس.
وما يزيد من خطورة الوضع أن العديد من الفلاحين يجهلون طريقة التعامل مع هذا المرض، ففي مزارع تربية المواشي ولاية تيزي وزو شرق البلاد حيث انتقلت العربية نت، يلجأ العديد من الفلاحين الى التخلص بأنفسِهم من بقايا الأبقار النافقة، دون مراعاة الشروط الصحية.
وفي هذا السياق، يقول سليم بن قفة أحد الفلاحين إن أغلب الفلاحين يجهلون كيفية التخلص من الأبقار النافقة وإن إحدى الساحات في الولاية تحولت إلى مفرغة لبقايا تلك الأبقار ما سبب بحسبه خطرا بيئيا يهدد بقية المواشي في مزارع الولاية و حتى البشر.
أما خالد حمادي وهو كبير الفلاحين في الولاية فطالب الحكومة بتوفير اللقاح المضاد للمرض والذي يعتبر نادرا في السوق المحلية بعد أن عرفت المدينة لوحدها إصابة أكثر من 100 بقرة.
وتبقى الحكومة متأخرة في حركتها لوقف انتشار هذا المرض إذ تعتبر الحمى القلاعية مرضا فيروسيا سهل الانتقال بين المواشي ما يشكل خطرا كبيرا على الحيوانات المجترة ويهدد اقتصاد البلاد.
وللإشارة فإن وزارة الفلاحة الجزائرية كانت قد أصدرت قرارا يمنع استيراد الماشية من تونس بعد ظهور المرض في بعض مناطقها، كما قررت المفوضية الأوروبية إرسال مليون جرعة لقاح ضد المرض إلى كل من الجزائر وتونس، لدعم حملة مكافحة الحمى القلاعية.